منهج استدلاله(١).
الشيخ الوحيد البهبهاني ودوره في حوزة كربلاء :
ومن أهمّ فقهاء هذا الدور هو الشيخ الوحيد البهبهاني رضياللهعنه.
وهو : «محمّد باقر بن محمّد أكمل البهبهاني الحائري الملقّب بالوحيد والمتوفّى سنة (١٢٠٦ هـ / ١٧٩١م) على أصحّ الأقوال»(٢).
ترجمه الميرزا النوري في خاتمة المستدرك فوصفه بـ : «الأستاذ الأكبر ، مروّج الدين في رأس المائة الثالثة عشرة» ثمّ قال : قال (معاصره) الشيخ عبد النبيّ القزويني في تتميم أمل الآمل بعد الترجمة له : «فقيه العصر ، فريد الدهر ، صاحب الفكر العميق ، والذهن الدقيق ، صرف عمره في اقتناء العلوم واكتساب المعارف الدقائق ، وتكميل النفس بالعلم بالحقائق ، فحباه الله وباستعداده علوماً لم يسبقه فيها أحد من المتقدّمين ، ولا يلحقه أحد من المتأخّرين إلاّ بالأخذ منه ...»(٣).
وقد حصّل هذا الفقيه على لقب (مجدّد) الفقه الإثني عشري ، لأنّ عصره أصبح فاصلاً لعصر جديد من عصور مدرسة الاجتهاد أُطلق عليه بـ :
__________________
(١) انظر : تاريخ التشريع الإسلامي : ٤٤٩.
(٢) هنالك أقوال أخرى في سنة وفاته ، انظر : تنقيح المقال : ٢ / ٨٥ ، الفوائد
الرضوية : ٤٠٥ ، أعيان الشيعة : ٩ / ١٨٢ ، الأعلام للزركلي : ٦ / ٤٩.
(٣) انظر مستدرك الوسائل ، الخاتمة : ٣ / ٣٨٤.