الدين الملقاني الذي تعلّم منه تفسير البيضاوي (١).
المرحلة الثالثة :
إنّ المرحلة الثالثة في تاريخ التفسير الشيعي ابتدأت تزامناً مع الدولة الصفوية وقد استمرّت إلى حدود قرنين من بعد أفولها.
لقد ازداد في هذه المرحلة توجّه العلماء الشيعة إلى نقل روايات الأئمّة عليهمالسلام وذلك للحريّة النسبية التي عاشها علماؤنا في إيران والبحرين وغيرهما من البلاد ، فقد سعى الكثير من علماء ومفسّري الشيعة في هذه المرحلة إلى جمع كلّ ما نقل عن الأئمّة عليهمالسلام من الروايات التفسيرية وبذلك عاد إلى التفسير الشيعي عدد هائل من الروايات التفسيرية المحذوفة في حقبة الشيخ الطوسي (٢).
__________________
(١) يتبيّن من مقدّمة السيّد محمّد كلانتر على الروضة البهية (١/١٧٨ ـ ١٧٩) أنّ الشهيد الثاني من النماذج الملفتة للنظر إبّان الدورة الصفوية ، حيث يمكننا أن نعتبره مائزاً بين مفسّري الشيعة ممّن كان يعيش في بيئة سنّية وبين من كان يعيش منهم في إيران الصفوية آنذاك ممّن كان يهتمّ فقط بجمع الروايات الشيعية ويعتبر روايات أهل البيت هي مفتاح الحلّ في عالم التفسير ، وذلك لأنّه رحمهالله كان يحضر حلقات الدروس لدى العلماء السنّة ، وكان كثيراً ما يهتمّ بالأمور العلمية لهؤلاء العلماء ، مثل : اللغة ، الاشتقاق ، الاعراب وحتّى وجوه القراءات في التفسير ، وكان يتّبع أسلوب الطوسي والطبرسي في تفسير القرآن وهو ما كان يتحرّز عنه جميع المحدّثين والمفسّرين في العهد الصفوي.
(٢) إنّ كلام عبد علي بن جمعة العروسي الهويزي في مقدّمة تفسير نور الثقلين (١/٢)