الشيرازي. «فهو نجفي الولادة ، حائري النشأة ، كويتيّ الهجرة ، قمّي الإقامة والمرجعية والوفاة والمثوى الأخير»(١).
وممّا ينبغي أن يذكر في سيرة السيّد محمّد الشيرازي رحمهالله أنّه تولّى المرجعية بعد وفاة والده قدسسره عام (١٣٨٠ هـ) ، وخلف والده المرجع في شؤون الفتيا والإمامة(٢).
وكان سماحته آنذاك في سنّ الشباب ؛ إذ لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره ، وقد يقال : «إنّ للسيّد الشيرازي طموحاً مبكّراً ، وسعياً إلى الزّعامة منذ شبابه»(٣).
وقد يجاب عن هذا الطموح المبكّر للمرجعية بحسن نيّة بأن يقال : «إنّ الطموح المشروع ، هو سبيل أغلب زعماء الأُمّة وإلاّ تعطّلت القيادة ، وتسلّمها مَن ليس أهلاً لها ، والسيّد الشيرازي أهل لذلك ...»(٤).
والأمر الآخر الملفت للنظر في مسيرة السيّد الشيرازي العلمية ، هي ظاهرة كثرة المؤلّفات حيث قدّر بعضهم مؤلّفاته بأنّها «تجاوزت الألف كتاب» منها «موسوعته الفقهية التي بلغت مائة وخمسين مجلّداً»(٥) ، بالإضافة إلى الكتابات الأُخرى.
__________________
(١) قادة الفكر الديني والسياسي في النجف : ٢١١.
(٢) هدية الرازي : ٢١١ ملحق ، الحركة العلمية في كربلاء : ٦٩.
(٣) محمّد حسين ، قادة الفكر الديني : ٢٣٦.
(٤) المرجع نفسه : ٢٣٦.
(٥) قادة الفكر : ٢٣٦ ـ ٢٣٧.