وقد انصبّت جهود الوحيد البهبهاني في حوزة
كربلاء على محورين :
الأوّل : تربية نخبة من الفقهاء الأصوليّين
ليحافظوا على خطّ الزّعامة المرجعية من بعده.
الثاني : تصدّيه لشنّ حملة عنيفة على الاتّجاه
الأخباري ، بنقده اللاذع لأهمّ شبهاتهم.
أمّا المحور الأوّل : فقد تحدّثنا عنه ضمن
حديثنا عن حوزة النجف الأشرف في دورها الثالث.
وأمّا المحور الثاني : فقد ظهر الشيخ الوحيد
في عصر كانت الطريقة الأخبارية فيه سائدة على الساحة العلمية وكان الشيخ يوسف البحراني
(ت ١١٨٦ هـ) زعيم هذا الاتجاه العلمي ، فبدأ الوحيد يعمل ضدّ هذا الاتجاه واستطاع أن
يحدّ من غلبتها على الرأي العامّ وأن يسير بالفقه الشيعي خطوات واسعة.
والذي يظهر ممّا ذكره مؤرّخو هذا الصراع
الفكري ، إنّ الوحيد البهبهاني أَلقى بكلّ ثقله في المعركة ، وصمّم بكلّ عزيمة وإصرار
على كسب الجولة من خلال الأساليب العملية التالية :
١ ـ أسلوب المناظرة والمباحثة العلمية :
لقد اتّصف الشيخ الوحيد بأسلوب في الحوار
والمباحثة والمناظرة العلمية قلّ مثيلها في علماء عصره ، وكان محاوراً قويّاً وقادراً
على إدارة الحوار بصورة ممتازة وجيّدة ، وكان يستخدم الحوار في نقد المدرسة