وكثيراً ما استفاد المفسّرون الشيعة من تفسيره مثل التبيان ومجمع البيان وروض الجنان وأمثالها حيث كان لها الحظّ الأوفر منه.
وبالرغم من أنّه قد استفاد من المواضيع والمضامين المختلفة في التفاسيرالشيعية مثل روايات الصادقين عليهماالسلام وكذلك السنّية مثل الطبري والواقدي وعمر بن شبه ومقاتل ، والمعتزلة مثل الجبائي والرّماني والبلخي وأبو مسلم الإصفهاني ، وحتّى أهل الكتاب كان يستفيد من آرائهم ، إلاّ أنّه في بيان وتفسير الآيات التي وقع النزاع فيها بين الشيعة والسنّة وكانت بينهم اختلافات أدبية وفقهية وكلامية فإنّه كان يدافع عن وجهة نظر الشيعة بقوّة ويأخذ بآرائهم ، وذلك مثل آيات الوضوء (المائدة : ٦) والمتعة (النساء : ٢٤ ، البقرة : ١٩٦) والرجعة (البقرة : ٥٦) والخمس والأنفال (الأنفال : ٤١) وأمثالها.
٢) إنّ الدكتور عبد الكريم الزهراني لم يكن لديه أيّ اطلاع عن الكثير من المصادر التي اعتمدها الوزير المغربي في تفسيره ؛ فلذلك نراه في بعض الأحيان يتغافل عن بعض المصادر ، وفي أحيان أُخرى كان يخطىء في إحالاته إلى مصادر أُخرى اشتباهاً منه ، وإنّ واحداً من أهمّ تلك الاشتباهات هو أنّ الوزير المغربي كثيراً ما كان ينقل عن الإمام الباقر عليهالسلام والذي يذكره بعنوان (أبي جعفر) وكان يردفه في أغلب الأحيان بتحية عليهالسلام في حين أنّ الزهراني لم يُشر في تعليقاته إلى (الإمام الباقر عليهالسلام) بل ردّ في مقدّمته تشيّع الوزير المغربي ، وقد ادّعى ـ من غير دليل ـ أنّ عبارة عليهالسلام إنّما هي زيادة من الناسخ ، في حين أنّ كثيراً من هذه الروايات المذكورة في تفسير المصابيح يمكن العثور عليها في المصادر الروائية والتفسيرية الشيعية القديمة التي غفل وأعرض الزهراني عنها جميعاً ، وقد أخطأ خطأً فاحشاً عند