الشيرازي ... ولم تسجّل المدينة أي فتنة طائفية حتّى عام (١٤١١هـ ـ ١٩٩١م) ، عندما طالت الاضطرابات الشعبيّة بعض المدن العراقية الشيعية بعد اندحار العراق في حربه مع الحلفاء ، وقد تعرّضت مدرسة الشيرازي إلى الدمار وأُحرقت مكتبتها الثمينة الحاوية على الكثير من المخطوطات النادرة ، بالرغم من عدم وجود معارضة شيعية في سامرّاء ضدّ المراكز الحكومية الرسميّة»(١).
ثانياً : تقديم الخدمات العمرانية والاجتماعية :
لم تقتصر خدمات الميرزا الشيرازي في سامرّاء على الجانب العلمي فقط ، وإنّما امتدّت لتشمل الجانب العمراني والخدمي لسكّان المدينة وللوافدين إليها من الزائرين ، وخلال عقدين من الزمن فترة مكوثه في سامرّاء «ازدهرت هذه المدينة فيهما ازدهاراً ثقافيّاً متميّزاً وشهدت نهضة عمرانية في جانب الخدمات فأصبحت هذه البلدة الموحشة بلدة آهلة بالسكّان»(٢).
ومن الأعمال العمرانية التي تمّ إنجازها على يد الميرزا الشيرازي في سامرّاء ما ذكره السيّد الأمين في الأعيان بقوله :
١ ـ «وبنى سوقاً كبيراً بمال بذله بعض أغنياء الهند».
٢ ـ «ولم يكن في سامرّاء جسر ، وكان الناس يعبرون في القفف ... فبنى جسراً محكماً على دجلة من السفن بالطريقة المتّبعة في العراق تسهيلاً للعبور ورفقاً بالزوّار والواردين ، وكانت نفقته ألف ليرة عثمانية ذهباً ، وسلّمه
__________________
(١) المرجعية الدينية العليا : ٢١٩.
(٢) المرجع نفسه : ٢١٩.