اللَّهِ).
فقال : من أملى عليك هذا؟
قلت ، أبيُّ بن كعب.
قال : إنّ أبيّاً كان أقرأَنا للمنسوخ ،
أقرأها (فامضوا إلى ذكر الله)».
وفي كنز العمّال
«عن ابن أبي داود وابن الأنباري كليهما في المصاحف
عن عمر بن الخطّاب أنّه كان يقرأ : (سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالّين).
ولم يختصّ قراءة عمر بن الخطّاب أو قل اجتهاده!
بهذين الموردين! فقد جاء عنه أنّه كان يقرأ قوله تعالى : (ءَإِذَا
كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً)
: (عظاماً ناخرة) ، لقربه من سياق الآيات الأخرى.
فقد يكون عمر اعتقد بأنّه لا فرق بين أن
تكون الكلمة مع الألف أو بدونها ، وهذا ـ إن ثبت ـ فهو تصرّف بالنصّ القرآني ، وتعدٍّ
على إرادة الله سبحانه ؛ لأنّ الباري جلّ وعلا أدرى بما يريد ، فقد يريد الخروج من
سياق الآيات إلى غيرها لحكمة يراها ، على أنّ (ناخرة) و (نخرة) تختلفان في المعنى وليستا
من الترادف في شيء ، وحتّى لو قلنا بالترادف بينهما فلا يجوز الإبدال فيها ، فلا يمكن
مثلاً إبدال كلمة (المنزل) بالمسكن أو البيت أو العمارة بدعوى الترادف ، لأنّا نعلم
بأنّ أهل اللغة لحظو معنى لكلِّ كلمة من
__________________