قاله عن أحاديث اليهود وأخذها بمجامع قلبه ليس بصحيح ؛ لأنّ كلامه(صلى الله عليه وآله) أبلغ من كلام أحبارهم وأعمق وأنفذ في النفوس ، فلماذا يرشد عمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى أقوالهم ويتناس قوله(صلى الله عليه وآله) ، إذ لا يقارن كلامه(صلى الله عليه وآله) بكلامهم ؛ لأنّ الله قد أعطى رسوله(صلى الله عليه وآله) جوامع الكلم ، وهي ممّا لا يعطيها حتّى لموسى ابن عمران عليهالسلام ، فكيف يريد عمر من رسول الله(صلى الله عليه وآله) الاستزادة من علم اليهود وهو الذي أُعطي ما لم يعط أحداً من العالمين؟
إذن مسألة تاريخ جمع القرآن يرتبط بشخصيّات لها علاقة بأهل الكتاب ـ كزيد بن ثابت وعمر بن الخطّاب ـ وممّن لا يعير لرسول الله(صلى الله عليه وآله) قداسة.
ولا أريد أن أعتبر الإرتباط باليهود وكون فلان يهوديّاً بحدّ نفسه ذمّاً للأشخاص ، لأنّها كانت حالة رائجة في صدر الإسلام ، فما من مسلم إلاّ وقد كان يهوديّاً أو نصرانيّاً أو مجوسيّاً أو مشركاً ، لكن الإتيان بكتب أهل الكتاب لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وطلب الاستزادة منها ، والقول بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يجمع القرآن على عهده ، وأنّه قد جمع في عهد الخلفاء الثلاثة!! أو القول بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمّي لا يعرف الكتابة ، أو أنّه لا يعرف أنّه نبيٌّ حتّى أخبره ورقة ابن نوفل وأمثالها ، كلّ هذه الأمور فيها استنقاص لرسول الله(صلى الله عليه وآله) لا يقبلها من يؤمن بالله ورسوله.
فقد روي «عن عمرة بنت عبدالرحمن أنّ أبا بكر الصدّيق دخل على