على خدّيه وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) قائلاً :
«سلامٌ عليك يا رسول الله سلام مودّع لا قال ولا سَئم ، فإنْ أنصرف فلا عن مَلالة ، وإن أقِم فلا عن سوء ظنٍّ بما وَعَد الله الصابرين ، والصبرُ أيمنُ وأجمل ، ولولا غلبةُ المستولين لَِجعلتُ المقام واللبث لزاماً معكوفاً ...»(١).
كلّ هذه النصوص تؤكّد بأنّ السنّة مثل القرآن ، وأنّ العترة لا تفارق القرآن ، لكنّ المستولين حاولوا التقليل من شأن الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وقالوا عنه في مرض موته : أنّه (ليهجر) ، ثمّ تركوا جنازته بعد وفاته على الأرض باحثين عن الحكم ، وأنّ قولتهم اليوم في القرآن جاءت بعد قولتهم السابقة بأنّه(صلى الله عليه وآله) ترك أُمّته بدون خليفة ، كما أنّها تشابه مقولتهم عن بدء البعثة وأنّه(صلى الله عليه وآله) كان لا يعرف أنّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتّى أخبره ورقة بن نوفل و ...
كلّ هذه الأمور هي استنقاص بالرسول(صلى الله عليه وآله) والرسالة ، وإنّ أمير المؤمنين عليهالسلام أكّد بأنّه لو استطاع لجعل المُقام عند قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) لزاماً عليه وعلى المسلمين واللّبث عنده معكوفاً وذلك للجفاء الذي لاقاه الرسول(صلى الله عليه وآله) منهم.
إذن رؤية «حسبنا كتاب الله» ، و «بيننا وبينكم كتاب الله» وضعت أمام فكرة احترام الأنبياء والأوصياء مع القرآن ، والذي هو معنىً آخر لقوله(صلى الله عليه وآله) : عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، أو أنّه معنىً آخر لحديث الثقلين ، أو أنّه
__________________
(١) الكافي ١ / ٤٥٩ ح ٣ ، وانظر أمالي المفيد : ٢٨١ ح ٧.