ويؤيّده خبر زيد المروي في المصاحف
: «فلم يزل أبوبكر يراجعني ... فجمعت القرآن ، أجمعه من الأكتاف والأقتاب والعسب
وصدور الرجال حتّى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة بن ثابت الأنصاري لما أجدها مع أحد
غيره» ، والذي مرّ قبل قليل.
إذن أُبيّ وخزيمة رويا وجود هذه الآية في
القرآن على عهد أبي بكر ، وقد كتبها زيد بن ثابت آنذاك فلا يصحّ بعد هذا ما تناقلته
بعض الأخبار بأنّه وقف عليها في زمن عثمان.
كما في النصّ الثاني ـ حسب نقل السجستاني
في المصاحف ـ تأكيد حذيفة وعثمان على عدم توقيفية أماكن السور والآيات ، وأنّها كانت
توضع برأي الصحابة ، لقول عثمان : «اين ترى أن نجعلهما ، فقال خزيمة : اختم بهما آخر
ما نزل من القرآن فختم بها براءة» :
لا أدري أيصحّ ما ادّعي لعمر وعثمان بأنّهما
كانا يعتمدان على شاهدين في جمع القرآن ، أو ما قاله القرطبي في ردّ «الرافضة»!! حسب
زعمه :
«بأنّ خزيمة لمّا جاء بهما تذكّرهما كثير
من الصحابة ، وقد كان زيد يعرفهما ولذلك قال : فقدت آيتين من آخر سورة التوبة ، ولو
لم يعرفهما لم يدر هل فقد شيئاً أو لا؟ فالآية إنّما ثبتت بالإجماع لا بخزيمة وحده».
فنقول
للقرطبي : بأنّ القرآن كلّه ثابت
بالإجماع والتواتر ولا يحتاج إلى
__________________