الاستصحاب
جدال سطحي
كل العلماء أو جلّهم يقولون : الحد الحقيقي متعذر أو متعسر ، وأن كل تعريف لعلم أو لأصل أو لأي شيء إنما هو لفظي ، وبالصفات واللوازم العارضة على حقيقته وماهيته تماما كتفسير لفظ مجهول بآخر معلوم لمجرد التقريب والتوضيح ، ومع هذا نرى بعض المؤلفين يذكر تعريفا لسالف ، ثم ينقضه طردا وعكسا ، وإذا ما جاء من بعد هذا المؤلف كاتب آخر فعل به ما فعل بالأسبق وزيادة ، وكتب بعض المؤلفين الجدد حول تعريب الاستصحاب والتمهيد له ما يقرب من أربعة صفحات!. ولما ذا إضاعة الوقت ، وهو محدود ومعدود ، في جدال سطحي؟.
وأيضا قد يناقش بعضهم في المثال ويسهب ، فإذا ما ناقشه آخر في مثاله قال : النقاش في المثال ليس من دأب المحصّلين ، ولكل أحد أن يمثل بما تيسر لهدف الشرح والتفسير.
تعريف الاستصحاب
الاستصحاب في اللغة : من الصحبة والمصاحبة ، تقول : استصحبت هذا ، أي هو معي وأنا معه ، وفي الاصطلاح : الالتزام بآثار معلوم الحدوث وأحكامه بعد عروض الشك في بقائه واستمراره. وقد يكون المستصحب وجودا كعلمك بحياة زيد الغائب ، ثم تشك في بقائه حيا فتستصحب الحياة ، وتكتب له بما تريد ، وقد يكون عدما كعلمك بأن زيدا غير متزوج ثم تشك في زواجه فتستصحب حاله السابقة ، ولا تبرق له بالتهنئة.