أما جواب السؤال الثاني : وهو أنه إذا سلمنا بضرورة استمرار خط الإمامة بعد الرسالة الخاتمة ، فلما ذا كان خط الإمامة مستمرا في خصوص أهل البيت عليهمالسلام ، وهذه الأسرة الشريفة الطيبة الطاهرة ، هل أن القضية مجرد قضية تشريف وتكريم لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجعلت الإمامة في أهله وأسرته ، أو أن هناك شيئا أهم وأعظم وأوسع من ذلك بالنسبة لاستمرار الإمامة في أهل البيت عليهمالسلام؟
كان يمكن أن يفترض نظريا أن يكون الأئمة المعصومون في أسرة ووسط آخر غير هذا البيت الشريف ، كما عرفنا في التاريخ الإنساني والرسالي وجود أسر وجماعات أخرى كان فيها أئمة معصومون ، كما هو الحال في إسحاق وإسماعيل من ذرية إبراهيم عليهالسلام ، وكما في الأنبياء من ذرية يعقوب الذي يسمى في القرآن الكريم بإسرائيل ، فإن هؤلاء كانوا يتصفون بالعصمة ـ أيضا ـ وكان بعضهم له دور الإمامة في حركته الرسالية.
ومن ثم فلما ذا كان اختصاص الإمامة في خصوص أهل البيت عليهمالسلام ، فهل أن القضية ـ كما أشرنا ـ هي قضية تكريم وتشريف لرسول الله صلىاللهعليهوآله باعتباره الرسول الخاتم ، فأراد الله تعالى أن يكرّمه ويشرّفه بذلك ، ويجعل ذلك نعمة منه سبحانه وتعالى على هذا العبد الصالح الذي أفنى كل وجوده في سبيل الإسلام وفي سبيل الله وفي سبيل تكامل مسيرة الإنسان ، أو أن تكون القضية تعويضا إلهيا عن الجهود التي بذلها في سبيل الله والحق والعدل والإنسانية ، كما قد يفهم ذلك من قوله