من أرض الله ، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فأعلمته ، فقال : يا أبا محمّد أتعرفه؟ قلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم (١) ، قال : هو الخضر عليهالسلام» (٢).
وهذه الرواية ـ كما ذكرت ـ يرويها الكليني بسند آخر (٣) ، ويرويها الصدوق بعدة أسانيد ، ويرويها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بعدة أسانيد أيضا ، ويرويها الطبرسي والنعماني ـ أيضا ـ في كتاب الغيبة (٤) ، والكثير من هذه الأسانيد التي أشرت إليها هي أسانيد صحيحة.
الرواية الثانية : (٥) عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قال أبي ـ الإمام الباقر عليهالسلام ـ لجابر بن عبد الله الأنصاري : إنّ لي إليك حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ، فقال له جابر : أيّ الأوقات أحببته ، فخلا به في بعض الأيّام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الّذي رأيته في يد أمي فاطمة عليهاالسلام بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وما أخبرتك به أمي أنّه في ذلك اللّوح مكتوب؟
فقال جابر : أشهد بالله أنّي دخلت على أمك فاطمة عليهاالسلام في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله فهنّيتها بولادة الحسين ، ورأيت في يديها لوحا أخضر ، ظننت أنّه من زمرّد ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي وأمّي يا بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ما هذا اللّوح؟ ، فقالت : هذا لوح أهداه الله إلى رسوله صلىاللهعليهوآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيّ واسم الأوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليبشّرني بذلك.
قال جابر : فأعطتنيه أمّك فاطمة عليهاالسلام فقرأته واستنسخته ، فقال له أبي : فهل لك
__________________
(١) هنا يلاحظ أنّ الإمام الحسن عليهالسلام لا يقول : لا أعرفه ، ولكن تحدث لأبيه تأدبا بهذه الصورة.
(٢) الكافي ١ : ٥٢٥ ـ ٥٢٦ / ١ ، وإثبات الهداة ١ : ٤٥٢ / ٧٢.
(٣) الكافي ١ : ٥٢٦ ـ ٥٢٧ / ٢.
(٤) إثبات الهداة ١ : ٤٥٣.
(٥) سندها ضعيف ببكر بن صالح.