وكذلك قضية حج النبي صلىاللهعليهوآله والإمام علي عليهالسلام حيث أمر النبي صلىاللهعليهوآله المسلمين جميعا بحج التمتع وقبل من الإمام علي عليهالسلام نيته لحج القران وإشراكه في هديه (١).
ويحسن بنا أن نأخذ بنظر الاعتبار هذه الملاحظات عند دراسة هذه الطائفة من الروايات.
وسوف نكتفي بذكر عناوينها التي تتناول أبعاد الإمامة التي أشرنا إليها ، مجسدة في الإمام علي عليهالسلام ، ويمكن مراجعتها في مصادرها (٢) ، وهذه العناوين هي :
الاصطفاء : حيث نجد أخبارا تتحدث عن أنّ الله تعالى قد (اجتبى) عليا وأخبارا تقول بأنّ «عليا خير البشر» (٣) ، وتستثني رسول الله صلىاللهعليهوآله. ومن الأخبار
__________________
(١) ذكر الطبرسي في حديثه عن حجة الوداع للنبي صلىاللهعليهوآله ، قال : (... وحجّ علي عليهالسلام من اليمن وساق معه أربعا وثلاثين بدنة ، وخرج بمن معه من العسكر الذي صحبه إلى اليمن ومعه الحلل التي أخذها من أهل نجران ، فلمّا قارب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكّة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين عليهالسلام من طريق اليمن ، فتقدّم الجيش إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسر رسول الله بذلك وقال له : «بم أهلك يا عليّ؟».
فقال : «يا رسول الله إنك لم تكتب إليّ بإهلالك ، فعقدت نيّتي بنيّتك وقلت : اللهمّ إهلالا كإهلال نبيّك».
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فأنت شريكي في حجّي ومناسكي وهديي ، فأقم على إحرامك وعد على جيشك وعجّل بهم إليّ حتّى نجتمع بمكّة») ، إعلام الورى ١ : ٢٥٩ ، وعنه وعن الإرشاد في بحار الأنوار ٢١ : ٣٨٣ ـ ٣٨٥ ، باختلاف يسير ، صحيح مسلم ٢ : ٨٨٨ ، السيرة النبوية لابن هشام ٤ : ٢٤٩ ، الجامع لأحكام القرآن ٢ : ٣٧٠ ، دلائل النبوة ٥ : ٣٩٩.
(٢) ومن جملة المصادر الجيدة في هذا المجال كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، الذي ألفه آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي ، وهو من علماء النجف الأشرف ، الذين تربوا في مدرستها ، ثم أخرجوا وهجّروا إلى إيران قسرا على يد الظالمين ، وتوفي في إيران ، كما توجد كتب أخرى عديدة في هذا المجال ، يمكن الرجوع إليها.
(٣) تاريخ بغداد ٣ : ١٩ ، و ٧ : ٤٢١.