الكعبة فضربها بيده ثم قال : «والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : إنّه أولكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية». قال : ونزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، قال : فكان أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله إذا أقبل علي عليهالسلام قالوا : جاء خير البرية (١).
ورواه عن أبي سعيد مرفوعا عن ابن عباس ، وابن حجر في الصواعق المحرقة عن الزرندي عن ابن عباس ، وذكره الشبلنجي في نور الأبصار (٢).
وبذلك تدل هذه الآية على بعد (الهدف) من وجود الإنسان.
المثال الثالث : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٣) ، حيث ورد في تفسير ذلك أنّ المراد من (السِّلْمِ) هو ولاية أهل البيت عليهمالسلام ، أو ولاية علي عليهالسلام ، فقد روى الشيخ الكليني عن أبي جعفر : في قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) قال : «في ولايتنا» (٤).
__________________
(١) الدر المنثور ٨ : ٥٨٩ ، وما رواه ابن عساكر ، فإليك نصه : عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلىاللهعليهوآله فأقبل علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «قد أتاكم أخي» ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : «والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : إنّه أولكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية». قال : ونزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، قال : فكان أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله إذا أقبل علي عليهالسلام قالوا : جاء خير البرية. تاريخ مدينة دمشق ٢ : ٤٤٢ / ٩٥١.
(٢) فضائل الخمسة ١ : ٣٢٤ ، الصواعق المحرقة ٢ : ٤٦٧ ، نور الأبصار : ٨٩ ، كلاهما باختلاف يسير عما رواه السيوطي ، وتصبح هذه الآية الكريمة من الطائفة الثانية ، بناء على الرواية الثانية التي رواها السيوطي وغيره.
(٣) البقرة : ٢٠٨.
(٤) الكافي ١ : ٤١٧ / ٢٩.