ونكتفي هنا بالإشارة إلى استعراض عناوين الأدلة المذكورة في علم الكلام وبيان بعض التفاصيل وارتباط هذه الأدلة بمصادرها ، وتأييدها لهذه النظرية وتوثيقها ، أما الدخول في تفاصيل مناقشة هذه الأدلة والتي قد تكون لدينا ملاحظات حولها ـ سواء حول نفس الدليل أو حول صيغة الاستدلال به ـ فهذا بحث من الأبحاث الكلامية.
__________________
ثم فهو فراغ مملوء من قبل الدراسات الحوزوية في علم الكلام ، وإن كنت قد ذكرت في بعض المحاضرات السابقة كهامش على هذا الجانب ملاحظة خلاصتها :
إنّ مسيرة البحث في علم الكلام لم تتطور في الحوزات العلمية ، كما تطورت مسيرة البحث في علم الفقه والأصول والرجال ، مع أنّه من العلوم الأساسية في الوصول إلى الفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية.
وكان علم الكلام في بعض المراحل يحظى باهتمام في مجال البحث العلمي الحوزوي أكثر مما يحظى به في هذا العصر ، لا سيما مع الأخذ بنظر الاعتبار مستوى التطور الذي تحقق في مجال الفقه والأصول وحتى في مجال بحث علم الرجال.
ولكن مع ذلك كله لا زالت هذه الأبحاث الكلامية هي أبحاث قائمة في الحوزة العلمية ولا زال هناك جماعة من الأفاضل والعلماء في السابق وفي هذا العصر ـ أيضا ـ يبذلون اهتمامات في هذا المجال وألّفوا كتبا في هذه الموضوعات ، ونأمل من الحوزات العلمية الحاضرة أن تعطي اهتماما أكبر لهذا البحث ، ولعل أحد القضايا المهمة في الوصول إلى هذا الهدف هو ما طرحته عدة مرات في موضوع الاتجاه إلى التخصص في الحوزات العلمية ، وبدأت ظاهرة التخصص تبدو ـ الآن ـ واضحة في حوزتنا العلمية في قم ، حيث توجد بعض المؤسسات تتخصص في مجال البحوث الكلامية وإعطائها الأهمية الخاصة ، من أجل تطوير هذا البحث الكلامي.