وفيما يتعلّق بالدراية ، يعرض صفات رجال السند في الجرح والتعديل وأحوالهم ، ثمّ يعرض أقسام الحديث ، وأنحاء تحمّله.
يقول في معرض ألفاظ المدح المطلق : «(ومنها : قولهم (ثقة) فقد حُكي عن جماعة من المحقّقين أنّه إذا قال النجاشي : ثقةٌ ، ولم يتعرّض لفساد المذهب ، فظاهره أنّه عدل إماميٌّ ، لأنّ ديدنه التعرّض للفساد ، فعدمه ظاهرٌ في عدم ظفره ، وهو ظاهر في عدمه ، لبُعد وجوده مع عدم ظفره ، لشدّة بذل جهده وزيادة معرفته) (١).
وفي الفوائد(٢) المشار إليها ـ بعد حكاية ما ذُكر ـ : (لا يخفى أنّ الرويّة المتعارفة المسلّمة أنّه إذا قال : عدل ـ النجاشي كان أو غيره ـ : ثقة ، الحكم بمجرّده بكونه عدلاً إماميّاً ـ كما هو ظاهر ـ إمّا لما ذُكر أو لأنّ الظاهر التشيّع ، والظاهر من الشيعة حسن العقيدة ، أو لأنّهم وجدوا أنّهم اصطلحوا ذلك في الإمامية وإن أطلقوا على غيرهم مع القرينة ، فإنّ معنى (ثقةٌ) عادل ثبْتٌ ، فكما أنّ (عادل) ظاهر فيهم فكذا ثقة ، أو لأنّ المطلق ينصرف إلى الكامل أو لغير ذلك) (٣). انتهى.
قلتُ : المستفاد من [آخر] كلامه استفادة الضبط الذي يرادف الثبت وضعاً أو استعمالاً أو إرادةً أو يقرب منه من اللفظ المزبور ، وهو الظاهر من
__________________
(١) منتهى المقال ١ / ٤٣.
(٢) أي فوائد الوحيد البهبهاني.
(٣) فوائد الوحيد البهبهاني : ١٨.