فى علمه) تعالى من لوازم النبوة (وانما يخبر به) لا يمحوه (لانه حال الوحى والالهام لارتقاء نفسه الزكية واتصاله بعالم لوح المحو والاثبات) وهو اللوح الادنى (اطلع على ثبوته ولم يطلع على كونه معلقا على امر غير واقع او) على (عدم الموانع قال الله تعالى (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) الآية نعم من شملته العناية الالهية واتصلت نفسه الزكية بعالم لوح) القضاء المحتوم وهو اللوح (المحفوظ) عن المحو والاثبات (الذى) هو اللوح الاعلى (ومن اعظم العوالم الربوبية وهو ام الكتاب يكشف عنده) بهذا الاتصال او الارتقاء الى قاب قوسين او ادنى من ذى الكبرياء والجلال (الواقعيات على ما هى عليها) من الحالات والكيفيات (كما ربما يتفق لخاتم الانبياء وبعض الاوصياء) بل لكل اوصيائه الامناء كما شهد به متواتر الانباء فلا ريب انه لاجل ذلك (كان عارفا) بالعلم المخزون وبكل سر مكنون مطلعا (على الكائنات كما كانت وتكون) من اول الانشاء الى يوم يبعثون (نعم مع ذلك) كله (ربما يوحى اليه) لحكمة من الحكم (حكم من الاحكام) التى كان يعلمها بجميع كيفياتها (تارة بما يكون ظاهرا فى الاستمرار والدوام مع انه فى الواقع له غاية وامد يتعينها) اى يقصد تعيينها (بخطاب آخر واخرى بما يكون ظاهرا فى الجد) وانه حكم حقيقى تجب اطاعته بالاختيار مع انه لا يكون واقعا بجد بل لمجرد الابتلاء والاختبار هذا فى التشريعيات (كما انه يؤمر وحيا او الهاما بالاخبار بوقوع عذاب او غيره) مما يعلم انه لا يقع (لاجل حكمة فى هذا الاخبار او ذاك الاظهار) وبعد الامر بالوحى والالهام يخبر به السفير بعض الانام ثم يظهر لهم عدم الوقوع فيما عينه من الايام والاعوام فى التكوينيات فاذا قلنا بدلا عن هذا التعبير (فبدا له تعالى) ان لا يقع كان ذلك (بمعنى انه يظهر ما امر نبيه او وليه بعد اظهاره اولا ويبدى ما خفى ثانيا وانما نسب اليه تعالى) لفظ (البداء مع انه فى الحقيقة) انما يكون منه (الإبداء لكمال شباهة إبدائه تعالى كذلك بالبداء فى غيره وفيما ذكرنا كفاية) لاهل النهى والدراية (فيما هو المهم فى باب النسخ ولا داعى) للاطالة (بذكر تمام ما ذكروه فى ذلك الباب كما لا يخفى على اولى الالباب