وكما ان هذا المعنى الذى ابصره العقل بعينه وجزئه مصداقا ووصفا بيده لم يوجب ذلك فيه تركيبا فى مفاهيم الجوامد كذلك الحال فى مفاهيم المشتقات بل لو اوجب ذلك تركيبا حقيقيا لامتنع معرفة الاشياء باجناسها وفصولها ضرورة ان كل جنس وفصل يحتاج الى اربعة اجناس ومثلها فصول لانحلال كل منهما الى جزءين واحتياج كل جزء الى جنس وفصل فاما ان ينتهى الى بسيط وهو محال لان المحدود مركب فكيف يكون الحد بسيطا أو لا ينتهى وهو التسلسل وكذا الحال فى جانب المحدود فعلم ان كون هذه المفاهيم بسيطه وان تجزئتها الى ذات وصفه انما هو تحليل عقلى امر لا ينبغى الشك فيه وإلّا لترتب على ذلك توالى فاسده كثيرة ليس هذا محل ذكرها فظهر لك مما ذكرنا عدم توقف المقام (على ما حققه المحقق الشريف فى بعض حواشيه) فى اثبات ان المشتق معنى (بسيط منتزع عن الذات باعتبار تلبسها بالمبدإ واتصافها به) وانه (غير مركب وقد افاد فى وجه ذلك ان) المشتق لو كان معناه شيئا له المبدا كان معنى الناطق فى قولك الانسان ناطق او ضاحك بالامكان شيئا له النطق اوله الضحك وحينئذ فاما ان يكون المراد بذلك مفهوم شيء له النطق او الضحك او مصداقه وكلاهما باطل للزوم احد محذورين على احد تقديرين ضرورة انه ان اريد (مفهوم الشيء) فهو (لا) يمكن ان (يعتبر فى مفهوم الناطق مثلا) الذى جعل فصلا فى تحديد الانسان (وإلّا لكان العرض العام داخلا فى الفصل) لان الشيئية من الاعراض العامة لمصاديقها (و) ان اريد مصداق الشيء فهو كذلك اذ (لو اعتبر ما صدق عليه الشيء انقلبت مادة الامكان الخاص ضرورة) بداهة ان القضية المذكورة كانت موجهة بالامكان وعلى التقدير المذكور يكون معناها الانسان مصداق له الضحك والجهة فى هذه القضية هى الضرورة (فان مصداق الشيء الذى له الضحك هو) نفس (الانسان وثبوت الشيء لنفسه ضرورى) فلزم الانقلاب وبطلان كلا المحذورين واضح لا شبهة فيه (هذا ملخص ما افاده الشريف على ما لخصه بعض الاعاظم) وهو صاحب الفصول بتوضيح منى (وقد اورد عليه