قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    التفسير المظهري [ ج ٤ ]

    212/340
    *

    صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكانوا إذا أرادوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا لم يدخله أحد وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائما يصلى وابو بكر يرتقب فقال ابو بكر يا رسول الله هؤلاء قومك يطلبونك اما والله ما على نفسى ابكى ولكن مخافة ان ارى فيك ما اكره فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يا أبا بكر لا تخف ان الله معنا وفي الصحيحين عن ابى بكر الصديق قال قلت للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن في الغار لو ان أحدهم نظر الى قدمه لابصر ما تحت قدمه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وروى ابو نعيم في الحلية عن عطاء بن ميسرة قال نسجت العنكبوت مرتين مرة على داؤد حين كان طالوت يطلبه ومرة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الغار وذكر البلاذري في تاريخه وابو سعيد ان المشركين استاجروا رجلا يقال له علقمة بن كرز بن هلال الخزاعي واسلم عام الفتح فقفا لهم الأثر حتى انتهى الى غار ثور وهو بأسفل مكة فقال هنا انقطع اثره ولا أدرى أخذ يمينا او شمالا ثم صعد الجبل فلما انتهوا الى فم الغار قال امية بن خلف ما أريكم في الغار ان عليه لعنكبوتا كان قبل ميلاد محمد ثم جاء قبال وروى البيهقي عن عروة ان المشركين لما فقدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ركبوا في كل وجه يطلبونه وبعثوا الى اهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم وأتوا على الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى طلعوا فوقه وسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وابو بكر أصواتهم فاشفق ابو بكر وبكى واقبل عليه الهم والحزن والخوف فعند ذلك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لابى بكر لا تحزن ان الله معنا

    أقسمت بالقمر المنشق ان له

    من قلبه نسبة مبرورة القسم

    وما حوى الغار من خير ومن كرم

    وكل طرف من الكفار عنه عمى

    فالصدق في الغار والصديق لم يرما (١)

    وهم يقولون ما بالغار من ارم

    ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت

    على خير البرية لم تنسج ولم تحم

    وقاية الله اغنت عن مضاعفة

    من الدروع وعن ال من الأطم

    __________________

    (١) لم يبرحا ١٢.