(وَلا تَكُنْ) عطف على أنزلنا بتقدير القول يعنى وقلنا لا تكن او عطف على الكتاب لكونه منزلا يعنى أنزلنا إليك الكتاب وأنزلنا إليك لا تكن (لِلْخائِنِينَ) يعنى لاجلهم وللذب عنهم والمراد بهم بنوا أبيرق (خَصِيماً) (١٠٥) للبراء وهم لبيد بن سهيل او زيد السمين اليهودي. (وَاسْتَغْفِرِ اللهَ) ممّا قلت لقتادة بن النعمان كذا فى رواية الترمذي والحاكم عن قتادة وقال البغوي استغفر الله مما هممت به من معاقبة اليهودي وقال مقاتل استغفر الله من جدالك عن طعمة (إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) (١٠٦) لمن استغفره ـ. (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ) اى يخونونها فان وبال خيانتهم يعود عليهم او جعل المعصية خيانة لانفسهم لما جعلت ظلما عليها والضمير لابن أبيرق وأمثاله اوله ولقومهم حيث شاركوه فى الإثم وسالوا النبي صلىاللهعليهوسلم ان يجادل عنه (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُ) اى يبغض (مَنْ كانَ خَوَّاناً) اى مبالغا فى الخيانة مصرّا عليها (أَثِيماً) (١٠٧) بانكار الحق والكذب ورميه بالسرقة البريء منه قيل انه خطاب مع النبي صلىاللهعليهوسلم والمراد به غيره كقوله (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) قال البغوي الاستغفار فى حقّ الأنبياء على أحد الوجوه الثلاثة امّا لذنب تقدم على النبوة او لذنوب أمته وقرابته او لمباح جاء فى الشرع تحريمه فتركه والاستغفار معناه السمع والطاعة لحكم الشرع. (يَسْتَخْفُونَ) (١) اى يستترون حياء وخوفا من الفضيحة يعنى قوم بنى أبيرق (مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ) اى لا يستحيون من الله وهو أحق ان يستحيى منه وأحق ان يخاف الفضيحة لديه او لا يمكنهم الاستخفاء من الله تعالى (وَهُوَ مَعَهُمْ) لا يخفى عليه سرهم ولا طريق معه الا ترك ما يستقبحه ويؤاخذ عليه (إِذْ يُبَيِّتُونَ) اى يزورون ليلا ويتقولون وقد مر معنى التبييت فى قوله تعالى بيّت طائفة (ما لا يَرْضى) الله (مِنَ الْقَوْلِ) قال البغوي ذلك ان قوم طعمة قالوا فيما بينهم نرفع الأمر الى النبي صلىاللهعليهوسلم فانه يسمع قول طعمة ويمينه لانه مسلم ولا يسمع قول اليهودي لانه كافر فلم يرض الله بذلك القول (وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) (١٠٨) لا يفوت منه شىء ـ
__________________
(١) عن ابن حميد وابن ابى حاتم عن ابن مسعود موقوفا من صلى صلوة عند الناس لا يصلى بها إذا خلا فهى استهانة استهان بها ربّه ثم تلا هذه الاية (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) منه رحمهالله