إعدادات
التفسير المظهري [ ج ١ ]
التفسير المظهري [ ج ١ ]
تحمیل
وثقه ابن حبان وقال الحاكم مظاهر شيخ من اهل البصرة لم يذكر أحد من متقدمى مشائخنا فيه بجرح ـ وقال ابن الجوزي ـ قد روى بعض من قال الطلاق بالرجال عن ابن عباس عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم انه قال الطلاق بالرجال والعدة بالنساء وانما هو من كلام ابن عباس ـ وروى ابن الجوزي من طريق الدارقطني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم طلاق الامة ثنتان وعدتها حيضتان ـ قال ابن الجوزي هذان حديثان لا يثبتان اما الاول ففيه سليم بن سالم كان ابن المبارك يكذبه وقال يحيى ليس حديثه بشىء وقال السعدي ليس بثقة ـ واما الثاني فقال الدارقطني تفرد به عمرو بن شبيب مرفوعا وكان ضعيفا قال يحيى بن معين عمرو بن شبيب ليس بشىء وقال ابو زرعة واهي الحديث ـ والصحيح انه من قول ابن عمر ويمكن ترجيح مذهب ابى حنيفة بانا قد أثبتنا من قبل ان الطلاق لا بد فيه من التفريق على الاطهار فعدد الطلقات لا يتصور الا على عدد الاطهار وقد اجمعوا ان عدة الامة حيضتان فثبت ان طلاق الامة ايضا طلقتان والله اعلم وهاهنا إشكال على مذهب ابى حنيفة ان العام على اصل ابى حنيفة قطعى الشمول لافراده لا يجوز تخصيص العام من الكتاب بخبر الآحاد او القياس كما لا يجوز نسخه بهما وقوله تعالى (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) ـ وقوله تعالى (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) كل منهما عام يشتمل الحرائر والإماء فتخصيصهما بقوله عليهالسلام ـ طلاق الامة ثنتان وعدتها حيضتان وهو من حديث الآحاد لا يصح لا يقال العام القطعي إذا خص منه اولا بقطعى يصير فى الباقي ظنيا فحينئذ يجوز تخصيصه بخبر الآحاد والقياس وقوله تعالى (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ) خص اولا بالآيات من قوله تعالى (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَ) الاية وقوله تعالى (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ) الاية فجاز تخصيصه بحديث الآحاد لانا نقول المخصص لا يكون الا متصلا وما كان متراخيا فهو ناسخ وليس بمخصص وما تلوتم من الآيات ليس شيئا منها متصلا بهذه الاية بل متراخ فهو ناسخ ونسخ الحكم عن بعض افراد العام لا يجعل العام فى الباقي ظنيا بل هو قطعى فى الباقي كما كان من قبل ـ والتفصى عن هذا الاشكال بان يقال لما ثبت اجماع الامة على ان اية العدة واية الطلاق مخصوصتان بالاحرار يظهر بذلك ان الأوائل من اهل الإجماع وهم الصحابة قد سمعوا قولا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم قاطعا فى حقهم خصوا بذلك القول تلك الآيات وان لم يصل ذلك القول إلينا بالتواتر ولو لم يسمعوا فى ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يجترؤا