والتذكير بالآخرة ؛ كما ترى ذلك عند الخطبة :
١ ـ بَعَثَهُ حِينَ لا عَلَمٌ قائِمٌ ، وَلا مَنَارٌ سَاطِعٌ ، وَلا مَنْهَجٌ وَاضِحٌ ، أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ ، وَأُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيا فَإِنَّها دَارَ شُخُوص ... إلى أن قال عليهالسلام : فَمَا غَرِقَ مِنْها فَلَيْسَ بِمُسْتَدْرَك ، وَمَا نَجَا مِنْها فَإِلَى مَهْلَك ، عِبَادَ اللهِ ، الآنَ فَاعْمَلُوا وَالأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ ، وَالأَبْدانُ صَحِيحَةٌ ، وَالأَعْضَاءُ لَدْنَةٌ ، وَالْمُنْقَلَبُ فَسِيحٌ ، وَالْمَجَالُ عَرِيضٌ ، قَبْلَ إِرْهاقِ الفَوْتِ ، وَحُلُولِ الْمَوْتِ ، فَحَقِّقُوا عَلَيْكُمْ نُزُولَهُ ، وَلا تَنْتَظِرُوا قُدُومَهُ(١).
هنا كتب نازويه في هامش المخطوطة الورقة ٥٦ بـ : «بكى السيّد الإمام».
٢ ـ بعد تلاوته (أَلْهَاكُمُ التَّكاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) : يَا لَهُ مَرَاماً مَاأَبْعَدَهُ! وَزَوْراً مَا أَغْفَلَهُ ، وَخَطَراً مَا أَفْظَعَهُ ، لَقَدْ اسْتَخْلَوْا مِنْهُمْ أَيَّ مُذَكِّر ، وَتَنَاوَشُوهُمْ مِنْ مَكَان بَعِيد أَفَبِمَصَارِعِ آبَائِهِمْ يَفْخَرُونَ؟ أَمْ بِعَدِيدِ الْهَلْكَى يَتَكاثَرُونَ؟ ... إلى أن قال عليهالسلام : وَإِنَّ لِلْمَوتِ لَغَمَرات هِيَ أَفْظَعُ مِنْ أَنْ تُسْتَغْرَقَ بِصِفَة أَوْ تَعْتَدِلَ عَلَى قُلُوبِ أَهْلِ الدُّنْيَا(٢).
وهنا كتب نازويه في هذا الموضع من هامش المخطوطة الورقة ٦٢ بـ : «بكى السيّد دام ظلّه وسيّد الحكماء».
٣ ـ يتبرّأ من الظلم : وَاللهِ لأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدانِ مُسَهَّداً ،
__________________
(١) نهج البلاغة (خطب) : ٤١٥/١٩٦ ، بتحقيق الشيخ قيس العطار.
(٢) المصدر : ٤٥٠ ، ٤٥٥/٢٢٠.