|
ابن الحسين بن الحسن الكيدري البيهقي ـ وفّقه الله لما يتمنّاه في دنياه وعقباه ، قد عب في علوم الدين من كلّ بحر ونهر ، وقلب كلّ فنّ ممّا انطوى عليه الكتاب بطناً لظهر ، ولم يأل جهداً في اقتناء العلوم والآداب ، وأدأب نفسه في ذلك غاية نهار عمره كلّ الإِدْآب ، حتّى ظفر بمقصوده ، وعثر على منشوده ، وها هو منذ سنين يقتفي آثاري ويعشو إلى ضوء ناري ، يغتذي ببقايا زادي ، ويطأ مصاعد جوادي(١). وقد صحّ له وساغ رواية جميع ما سمعتُه وجمعتُه من الكتب |
__________________
(١) قال القطب الكيدري في كتاب كفاية البرايا في معرفة الأنبياء والأوصياء على ما نقل عنه المحدّث النوري في خاتمة المستدرك ٢/٤٦٢ : حدّثني مولاي وسيّدي الشيخ الأفضل ، العلاّمة ، قطب الملّة والدين ، نصير الإسلام والمسلمين ، مفخر العلماء ، ومرجع الفضلاء ، عمدة الخلق ، ثمال الأفاضل ، عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة الطوسي ـ أدام الله تعالى ظلّ سموّه وفضله للأنام وأهله ممدوداً ، وشرّع نكته وفوائده لعلماء العصر مشهوداً ، قراءةً عليه بسانزواربهق [الاسم القديمي لسبزوار بيهق] في شهور سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة : عن الشيخ الإمام عفيف الدين محمّد بن الحسين الشوهاني ، عن شيخه الفقيه علي بن محمّد القمّي ، عن شيخه المفيد عبد الجبّار بن عبد الله المقرئ ، عن شيخ الطائفة ... انتهى مانقله النوري.
توجد في مكتبة الروضة الفاطميّة المعصوميّة في قم المقدّسة ، برقم : ٥٩٥٤ ، نسخة من كتاب (مجمع البيان في تفسير القرآن) لأمين الإسلام الطبرسي ، استنسخها الكيدري في سنة ٥٨٦هـ ، وقرأها على ابن حمزة هذا في سنة ٥٩٤هـ ، وهذا يدلّ على أنّه لازم شيخه هذا طيلة عشرين سنة ، وأفاد منه الكثير كما صرّح ابن حمزة بهذا في نصّ المتن.