هذا ؛ ويتبيّن من هذا كلّه ، مدى اهتمام علماء تلك العصور بالوفود على هذا الشيخ الأديب اللغوي ، الذي كان يلقي على تلامذته محاضرات لغويّة وأدبيّة ، كما يتّضح لنا أنّهم قرؤوا عليه كتاب نهج البلاغة ، وصحّحوا نسخهم على نسخته ، وذلك يدلّ أيضا على أنّه كان مدرّساً معروفاً وراوياً مشهوراً لهذا الكتاب العظيم في هذه الحقبة من الزمان والمكان ، وحاملا لنسخة مهمّة برواية صحيحة من هذا الكتاب ، حيث إنّ الولد الحسن بن يعقوب يروي كتاب النهج عن شيخ عصره ومحدّث زمانه عن الشيخ جعفر بن محمّد الدَّوْرْيَسْتي (١) ، عن الجامع الشريف الرضي ، ومن كلّ ذلك نعلم مدى اهتمام الأُدباء بنسختي الولد والوالد النيسابوريّين اللَّذَيْنِ يظهر أنّهما استنسخا نسخة من كتاب النهج وقابلاها على نسخة الشريف الرضي.
وهنا فرغنا ممّا أردنا ذكره من نسخة ابن فندق وأُصول نسخته التي قابل نازويه القمّي نسخته معها ظاهراً.
ونبدأ الآن بذكر موجز عن حياة السيّد الراوندي ثمّ عن نسخته من النهج وقيمتها العلمية وطرقه وإجازاته لرواية كتاب نهج البلاغة.
__________________
(١) ستأتي ترجمته وبيان علمه وفضله إن شاء الله تعالى.