لا توازن به العقول ، وربّما شاور الأسودَ من سودانه ، فقيل له : تشاور مثل
هذا؟ فقال : إنّ الله تبارك وتعالى ربّما فتح على لسانه ، قال : فكانوا ربّما
أشاروا عليه بشيء ، فيعمل به من الضيعة والبستان».
ومن كتاب المكارم : يحيى بن عمران الحلبي ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «إنّ المشورة
محدودة ، فمن لم يعرفها بحدودها كان ضرّها عليه أكثر من نفعها.
فأوّل ذلك : أن
يكون الذي تستشيره عاقلا.
والثاني : أن
يكون حرّاً متديّناً.
والثالث : أن
يكون صديقاً مؤاخياً.
والرابع : أن
تطلعه على سرّك ، فيكون علمه به كعلمك».
قال : ثمّ فسّر
ذلك. فقال : «إنّه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته ، وإذا كان حرّاً متديّناً أجهد
به نفسه في النصيحة لك ، وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرّك ، وإذاأطلعته على سرّك
فكان علمه كعلمك به ، أجهد نفسه في النصيحة وكملت المشورة».
ولا بأس أن
نختم الخاتمة بدعاء شريف لو أقسم به على الجبال لتدكدكت ، وعلى السماء لأمطرت ، ولقد
استسقى به قِس بن ساعدة الأيادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ