قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    رسالة في حجية الظن

    رسالة في حجية الظن

    رسالة في حجية الظن

    الموضوع :أصول الفقه

    الصفحات :421

    تحمیل

    رسالة في حجية الظن

    418/421
    *

    وفى الجهل قبل الموت موت لاهله واجسادهم قبل القبور قبور وان امرأ لم يحيى بالعلم ميّت وليس له حتى النشور نشور وايضا قم بعلم ولا تختر له بدلا فالنّاس موتى واهل العلم أحياء وقيمة المرء ما كان بحسنه والجاهلون لاهل العلم اعداء وايضا ليس الجمال باثواب تزينها انّ الجمال جمال العلم والادب ليس اليتيم الّذى من مات والده انّ اليتيم يتيم العلم والحسب وايضا كن ابن من شئت واكتسب ادبا يغنيك محمودة عن النّسب فليس يغنى الحسيب نسبة بلا لسان له ولا ادب انّ الفتى من يقول ها انا ذا ليس الفتى من يقول كان ابى قوله بلا لسان له اى بلا علم حيث انّ الجاهل لا يقدر العلمى وهو بمنزلة الانعام قوله ابى اى كان كذا وكذا والجاهل مضطر الى الافتخار بالآباء والاجداد ولا يزيده الافتخار الا تبارا وشنارا وربما حكى ان ابن خلكان كان يقول فى المجالس كان ابى كذا وكذا فتنفرت النّفوس وقيل خلكان كان ولقب بخل كان وايضا لو كان هذا العلم يحصل بالمنى ما كان يبقى فى البريّة جاهل اجهد ولا تكسل ولا تك غافلا فندامة العقبى لمن يتكاسل واطلب فديتك علما واكتسب ادبا تظفر بذاك به واستجمل الطّلبا وايضا وكلّ فضيلة فيها سناء وجدت العلم من هاتيك اسنى فلا تعتدّ غير العلم ذخرا فان العلم كنز ليس يفنى وايضا لا تعجبن الجهول حلته فذاك ميّت وثوبه كفن وايضا تعلم يا فتى والعود رطب وطينك لين والطّبع قابل فحسبك فى الورى شرفا وفخرا سكوت الآخرين وانت قائل وايضا كم مات قوم وما ماتت محاسنهم وعاش قوم وهم فى الناس اموات لا اقسم بمواقع النّجوم وانّه لقسم لو تعلمون عظيم انّ اولى ما يصرف فيه الاعمار فى هذه دار اعتبار وينقضى به اناء الليل واطراف النّهار بعد عبادة الله العزيز الجبّار تحصيل العلوم واستكشاف سرائرها واستبصار دروسها وتمهيد قواعدها (١) كيف لا وانه معالم الحلال والحرام ومنار قوافلها وتنقيح مسالكها ومداركها سبيل دار المقام وبه حيوة القلوب من الجهالة وضياء الابصار من الظلمة يبلغ بالعبد منازل الاخيار ومجالس الابرار وبه تصل الى الدّرجات العلى فى الآخرة والاولى يعدل الذكر فيه الصّيام ومدارسته بالقيام به يطاع الربّ ويعبد وبه يسبح ويمجّد يلهمه الله تعالى السّعداء ويحرمه الاشقياء يرفع الله تعالى به اقواما فيجعلهم فى الخير قادة يفتبس من آثارهم ويفتدى بفعالهم يستغفر لهم حيتان البحر وهوامه وسباع البرّ وانعامه يرغب الملائكة فى خلتهم وتمسهم لسمو رتبتهم ومن عجيب المقام ما لعله قرع سمعك ما ذكره شيخنا الشّهيد الثانى نور الله تعالى مرقده من انه اسند بعض العلماء الى ابى يحيى انه قال كنا نمشى فى ازقة البصرة الى باب بعض المحدّثين فاسرعنا فى المشى وكان معنا رجل ماجن فقال ارفعوا ارجلكم عن اجنحة الملائكة كالمستهزئ فما زال عن مكانه حتى جفّت رجلاه وكذا ما اسنده ايضا الى ابى داود السّجستانى انه قال لما سمع بعض اصحاب الحديث النبوىّ ص ان الملائكة نصع اجنحتها لطالب العلم فجعل فى رجله من مسمارين من حديد وقال اريد ان أطأ اجنحة الملائكة فاصابه الأكلة بارجله قال وذكر هذه الحكاية بعض آخر وقال فشلت رجلا وساير اعضائه ولعمرى انه قد بارز المتفرّد فى قدرته فقال ما استحق فى جرأته وربّما يشبه ما حكى السّيّد السّند العلىّ فى فواتح رياض السالكين عن ابن شهرآشوب فى المناقب من ان بعض البلغاء بالبصرة ذكرت عنده الصّحيفة الكاملة لمنشئها آلاف التحيّة والسّلام فقال خذوا عنى حتى املى عليكم مثلها فاخذ القلم واطرق راسه فما رفعه حتى مات ونعم قال السّيّد المشار اليه من انه لقد وام شططا فنال سخطا وبالجملة ولقد تكثر الاخبار فى ترجيح العالم على العابد فورد تارة ان فضله عليه كفضل الشّمس على ساير نجوم السّماء واخرى كفضل القمر ليلة البدر على السّها وكم ورد فيها من المثوبات الجميلة والعطايا الجزيلة لتعليم العلم وتعلّمه وطلبه ومذاكرته والعمل به وبذله لاهله ومن طريف المقام ما رواه شيخنا المشار اليه من انه حضرت امر به عند مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها الى قيام يوم الجزاء فقالت ان لى والده ضعيف وقد لبس عليها فى امر صلاتها شيء وقد بعثتنى اليك أسألك فاجابتها عن ذلك ثم ثنت فاجابت ثم ثلثت فاجابت الى ان عشرت فاجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت لا أشق عليك يا بنت رسول الله ص قالت فاطمه سلام الله تعالى عليها هاتى سلى عما بدا لك أرأيت من الذى يصّعّد يوما الى سطح يحمل ثقيل وكراه مائة الف دينارا يثقل عليه فقالت لا فقالت اكريت انا لكل مسئلة باكثر من ملأ ما بين الثرى الى العرش لؤلؤا فاحرى الا يثقل على بل قال شيخنا المشار اليه بعد ان (٢) التقاعد

    __________________

    (١) وفوائدها وتنقيح مسالكها ومداركها

    (٢) ذكر وجوب التحصيل