(وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً (٣٨) وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً (٣٩) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (٤٠) فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (٤١) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً (٤٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً (٤٣) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (٤٤)
[٤١] (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ).
هو رسولهم يشهد عليهم بما فعلوا. (وَجِئْنا بِكَ) يا محمّد (عَلى هؤُلاءِ) : أمّتك (شَهِيداً). لفظ الآية استفهام والمعنى تهدّد.
[٤٢] (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) : يحبّ. (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ). هو قول الكافر : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)(١). يقول ذلك عند شهادة الرسول. وقيل : عند شهادة الأعضاء.
[٤٣] (وَأَنْتُمْ سُكارى) من النوم. وقيل : من الشّراب. لأنّهم كانوا يشربون الخمر كلّ وقت ، فلمّا نزلت هذه الآية تركوها عند الصّلاة. فلمّا حرّمت الخمر ، تركوها كلّ وقت. (وَلا جُنُباً) ؛ أي : ولا تقربوا المصلّى ـ أي : المسجد ـ وأنتم جنب (إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) تكونون مجتازين فيه. كانت أبواب رجال من الأنصار في المسجد. فكرهوا الجواز فيه مع الجنابة ، فنزلت الآية. (الْغائِطِ) : ما اطمأنّ من الأرض واتّسع. وكانوا إذا أرادوا قضاء حوائجهم ، أتوا غائطا. فكنّي عن الحدث بالغائط. (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ). ولا مستم كناية عن النّكاح. (صَعِيداً طَيِّباً) : ترابا طاهرا. والصّعيد قيل : هو وجه الأرض. وقيل : ما تصاعد منها ؛ كالروابي. (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ) ، بعد أن يضرب بيديه على الأرض مرّة بدلا من الوضوء ، أو اثنتين بدلا من الغسل. ويمسح بهما من قصاص شعر الرأس إلى طرف الأنف. (وَأَيْدِيكُمْ). إن كان بدلا من الوضوء ، فليمسح من غير أن يضرب ثانية من كوعه (٢) إلى رءوس أصابعه. وإن كان بدلا من الغسل فكذلك ، بعد أن يضرب ثانية. وقيل لهما ضربة. وقيل لهما ضربتان.
__________________
(١) ـ النبأ (٧٨) / ٤٠.
(٢) ـ الكوع : طرف الزند الّذي يلي الإبهام.