ومن سورة التّين
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (٨)
[١] (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) : قيل : اللّذان يؤكلان. وقيل : جبلان بالشّام. وقيل : مسجد دمشق وبيت المقدس. وقيل : المدينة وبيت المقدس.
[٢] (وَطُورِ سِينِينَ) : طور سيناء. وقيل : الكوفة.
[٣] (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) : مكّة ؛ أمن من لجأ إليه.
[٤] (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) : في أعدل خلق وأحسن صورة. قيل : هو الشّباب.
[٥] (أَسْفَلَ سافِلِينَ) : أرذل العمر. قيل : من أدركه الكبر والهرم والمرض وهو على طريقة حسنة ، كتب الله له مثل ما كان يعمله وهو صحيح الحواسّ. وقيل : يكتب له بعد الممات مثل ما يكتب له حال الحياة.
[٦] (غَيْرُ مَمْنُونٍ) : غير مقطوع ولا منقوص.
[٧] (فَما يُكَذِّبُكَ) أيّها الإنسان ، (بَعْدُ) ؛ أي : بعد العلم واليقين.
ومن سورة اقرأ
مكّيّة. روي أنّها أوّل سورة نزلت على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ المدّثّر والمزّمّل.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥) كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)
[١] (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ). الباء صلة. و (بِاسْمِ رَبِّكَ) القرآن.
[٢] (مِنْ عَلَقٍ) : من دم.
[٤] (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) الخطّ ؛ أي : الكتابة.
[٥] (عَلَّمَ الْإِنْسانَ). قيل : آدم عليهالسلام. وقيل : عامّ.
[٦] (كَلَّا). تهديد وتوبيخ. (إِنَّ الْإِنْسانَ). قيل : أبو جهل. (لَيَطْغى) يجاوز الحدّ في الكفر والظّلم.
[٧] (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) : لرؤية نفسه غنيّا.
[٨] (الرُّجْعى) : المرجع.
[٩] (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى) : أبو جهل. هو الناهي.
[١٠] (عَبْداً إِذا صَلَّى). هو النبيّ صلىاللهعليهوآله. كان ينهاه أبو جهل عن الصّلاة. قيل : إنّه قال : إذا سجد لأطأنّ عنقه. فلمّا دنا منه رأى فحلا فاغرا فاه. فنكص راجعا عنه. لعنه الله.
[١٤] (بِأَنَّ اللهَ يَرى) : يعلم المخلص في عبادته.
[١٥] (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ). تهدّد ووعيد لأبي جهل. (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) : لنأخذنّ بناصيته ؛ وهي مقدّم الرأس فوق الجبهة.
[١٧] (فَلْيَدْعُ) أبو جهل (نادِيَهُ) : أهل مجلسه يمنعونه منّا.
[١٨] (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ). زبانية النّار ملائكتها بمنزلة الشّرط. جمع زبنية ، من زبن ؛ إذا دفع. لأنّهم يدفعون بأيديهم وأرجلهم الكفّار إلى النّار.
[١٩] (لا تُطِعْهُ) ؛ أي : لا تطع أبا جهل في نهيه. (وَاسْجُدْ) لله.
(وَاقْتَرِبْ) إلى الله بفعل الطاعة.