فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (٥٢) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣) كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦)
[٥٠] (حُمُرٌ) : حمر الوحش.
[٥١] (فَرَّتْ) : هربت. (مِنْ قَسْوَرَةٍ). هو الأسد. وقيل : الرماة. وقيل : أسد يقهر السّباع كلّها. من القسر ؛ وهو القهر.
[٥٢] (كُلُّ امْرِئٍ) : رجل (مِنْهُمْ) : من كفّار قريش (أَنْ يُؤْتى) يعطى (صُحُفاً مُنَشَّرَةً) : كتبا مثل ما أوتي محمّد صلىاللهعليهوآله. قيل : قالوا : إن كان الرّجل منّا يذنب فيكتب ذنبه في رقعة ، فما لنا لا نرى ذلك؟!
[٥٤] (إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ). يعني القرآن.
[٥٦] (أَهْلُ التَّقْوى) : أهل أن يتّقى. (وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) : أهل أن يغفر.
ومن سورة القيامة
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (٣) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (٤) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (٥) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (٦) فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠) كَلاَّ لا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (١٥) لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩)
[١] (لا أُقْسِمُ) : أقسم. و (لا) صلة.
[٢] (بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ). قيل : ما من نفس برّة ولا فاجرة إلّا وتلوم نفسها يوم القيامة ؛ فالعاصي على المعصية ، والمطيع كيف لم يستكثر من الطّاعة.
[٤] (نُسَوِّيَ بَنانَهُ) : نعيدها بعد ما بليت. وإذا كنّا قادرين على إعادة ما هو أعظم وأدقّ ، فبأن نقدر على ما هو دونه أولى. وقيل : نلحقها بالراحة كخفّ البعير.
[٥] (لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) : يقدّم الذنب ويؤخّر التوبة. وقيل : يكذّب بالقيامة. لأنّها أمامه.
[٦] (أَيَّانَ) : متى.
[٧] (بَرِقَ الْبَصَرُ) : تحيّر من الأهوال. وقيل : تحيّر عند الموت.
[٨] (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) : ذهب ضوؤه. وقيل : القمر هنا قمر العين ؛ خسف لمعاينة ملك الموت.
[٩] (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) في ذهاب ضوئهما. أي : جمع نوراهما وطرح في النّار ليشاهدهما من كان يعبدهما.
وقيل : في البحر فصارا نارا. وقيل : يطلعان من المغرب مقترنين.
[١٠] (أَيْنَ الْمَفَرُّ) : المهرب؟
[١١] (لا وَزَرَ) : لا ملجأ.
[١٣] (يُنَبَّأْ) : يخبر. (بِما قَدَّمَ) من معصية (وَأَخَّرَ) من سيّئة.
[١٥] (وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) : أرخى ستوره. وقيل : ولو اعتذر من تكذيبه. وقيل : من المأثم ، بل عليه شهود. وقيل : (مَعاذِيرَهُ) ما يعتذر به على الأشياء.
[١٦] (لِتَعْجَلَ بِهِ) : بالوحي. وقيل : بتلاوته قبل أن يفرغ جبرئيل عليهالسلام منها.
[١٧] (عَلَيْنا جَمْعَهُ) في صدرك (وَقُرْآنَهُ) عليك وضمّه وتأليفه.
[١٨] (فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) : اعمل بما فيه.
[١٩] (بَيانَهُ) : بيان حلاله وحرامه.