لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)
[٢٢] (وَأَيَّدَهُمْ) : قوّاهم وعضدهم. (حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) : خرجوا عن طاعتهما. (بِرُوحٍ مِنْهُ) ؛ أي : قوّاهم بالقرآن.
ومن سورة الحشر
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (٢) وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ (٣)
[٢] (أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ). كعب بن الأشرف وبني النضير. (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ). قيل : من شكّ في أنّ المحشر في أرض شام ، فليقرأ هذه الآية. لأنّه صلىاللهعليهوآله أخرجهم إلى الشّام. (فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا). حاصرهم النبيّ صلىاللهعليهوآله. فأرادوا أن يلقوا عليه حجرا. فأقامه جبرئيل عليهالسلام وزلزل حصونهم وأمره بإخراجهم إلى الشّام وقطع نخيلهم وحشرهم هناك ؛ أي : جمعهم. (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) : ألقى فيها الخوف والفزع. (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ). كان أحدهم يخرج من بيته ويضرم فيه النّار وما يسلم تغنمه المسلمون ويقطعون نخيلهم. (أُولِي الْأَبْصارِ) : أصحاب البصائر والعقول.
[٣] (أَنْ كَتَبَ) : أوجب. (الْجَلاءَ). أخرجهم من ديارهم (١) إلى الشّام. (لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا) بأيديهم.
__________________
(١) ـ ل : «أوطانهم».