إعدادات
مختصر نهج البيان
مختصر نهج البيان
المؤلف :محمّد بن علي النقي الشيباني
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الأسوة للطباعة والنشر
الصفحات :604
تحمیل
وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (٥٩) وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (٦٠) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (٦١) قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (٦٢) قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً (٦٣) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (٦٤) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (٦٥) رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (٦٦)
[٥٩] (أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) المقترحة على النبيّ صلىاللهعليهوآله من إزالة الجبال من مكّة وجعل الصّفا ذهبا وفضّة وغير ذلك من تفجير الأرض ينبوعا والآيات الأربع. (إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) : الأمم السّابقة ؛ كثمود بالنّاقة. (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) ؛ إكراما لنبيّه صلىاللهعليهوآله أن ينزل بأمّته العذاب ؛ لقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(١).
[٦٠] (الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ). قيل : هو ما رآه ليلة المعراج. وسمّي رؤيا ، لأنّه كان باللّيل. فكذّبه جماعة من قريش. وكان ذلك اختبارا وامتحانا. وقيل : رأى أنّه يدخل مكّة هو وأصحابه وأخبرهم برؤياه فصدّ عنها وكانت رجعته فتنة لبعضهم حتّى نزل قوله : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ) ـ الآية (٢).
(وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ). قيل : الزقّوم. وقيل : الحنظل. وقيل : الكوث ؛ وهو مثل الحنظل. وقيل : بنو أميّة.
[٦٢] (لَأَحْتَنِكَنَّ) : لأستأصلنّ. من : احتنك الجراد الزرع.
[٦٤] (وَاسْتَفْزِزْ) ـ الآية. ليست آية أمر بل تهدّد ووعيد. أي : استخفّ. (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ) : اجمع. (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ) : الأنعام الّتي جعلوها لآلهتهم. (وَالْأَوْلادِ). دفنوا البنات تحت التّراب حيّات. (إِلَّا غُرُوراً) : خداعا.
[٦٥] (إِنَّ عِبادِي) الصّالحين (لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) : لا يقبلون منك ، لعدم قدرتك عليهم.
[٦٦] (يُزْجِي) : يسوق. (الْفُلْكَ) : السّفينة.
__________________
(١) ـ الأنفال (٨) / ٣٣.
(٢) ـ الفتح (٤٨) / ٢٧.