ومن سورة بني إسرائيل
مكّيّة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١) وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (٣) وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (٤) فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٥) ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (٧)
[١] (سُبْحانَ). تنزيه وتبرئة تحته أمر ؛ أي : نزّهوه. (الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) : البيت المقدس. سار إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله على البراق وعرج به إلى السّماء والملائكة المقرّبون والأنبياء والمرسلون بين يديه. وقيل : كان المعراج من المسجد الأقصى إلى البيت المعمور في السّماء الرابعة الّذي يطوف به من الملائكة كلّ يوم سبعون ألفا ثمّ لا يعودون إليه لكثرتهم. ولا خلاف بين الأمّة في المعراج إلّا من الخوارج ؛ فإنّهم ينكرونه. وقوم يقولون : عرج بروحه. (بارَكْنا حَوْلَهُ) بالأمطار والماء والأشجار والثمار وعبادة الأنبياء والصّالحين. وأصل البركة : الثبوت. ومنه : بركة الماء. وتبارك ؛ أي : لم تزل ولا تزال. (مِنْ آياتِنا) : من عجائبنا من البراق والملائكة والأنبياء والمرسلين بين يديه وإعراض الجنّة والنّار عليه وبلوغه سدرة المنتهى.
[٤] (وَقَضَيْنا) : عهدنا. وقيل : أعلمنا. (إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) : في التوراة. (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ). الأولى قتل زكريّا. سلّط الله عليهم بخت نصّر البابليّ. وقيل : جالوت. وقيل : سابور ذو الأكتاف من ملوك فارس فأبادهم. والثانية قتل يحيى بن زكريّا. فسلّط الله عليهم بخت نصّر. وكان بين الفسادين مائة وعشرون سنة.
[٥] (عِباداً لَنا). بخت نصّر أو جالوت أو سابور. (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) : طافوا بين الأزقّة على الرّجال هل أحد لم يقتلوه.
[٦] (نَفِيراً) : قوما.
[٧] (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) : بيت المقدس. (وَلِيُتَبِّرُوا) : يدمّروا. والتبار : الهلاك.