مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (٤٣) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (٤٤) وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ (٤٥) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (٤٦) فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ (٤٧) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (٤٩) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (٥٠) لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٥١) هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٥٢)
[٤٣] (مُهْطِعِينَ) : مسرعين في خوف. (مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ) : رافعيها مادّي أعناقهم. (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) : خالية. وقيل : لا تعي شيئا إلّا إجابة الدّاعي.
[٤٤] (وَأَنْذِرِ) : خوّف. (يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ) : يوم القيامة. (أَجَلٍ قَرِيبٍ) : وقت قريب. (أَقْسَمْتُمْ) : حلفتم.
[٤٦] (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ). إشارة إلى مكر نمرود بالنسور الّتي أراد أن يصعد بها إلى السّماء بزعمه. فخاف الصّعود فأنزلها إلى أسفل. فنزلت شديدة الهويّ والنزول لمّا نزل الخشبة الّتي فيها اللّحم لأنّه أجاعها أيّاما فكادت الجبال تزول لمّا سمعت حفيف التابوت. وقيل : إنّ امرأة اتّهمها بعلها بعشق رجل وكان زنى بها. فأنكرت امرأته. فسأل منها أن تحلف على جبل لهم يحلفون عليه فيهلك الكاذب ، أنّها بريئة. وكان بيت الزاني على طريق الجبل. فأتته وأشارت إليه أن أزلقه بالماء وأخبرته بالخبر وقالت : لا تبرح من الباب. فإذا وقعت فخذ بيدي. ففعل وفعلت. وأخذ بيدها وصارت إلى الجبل وحلفت أنّها ما مسّها أحد إلا أنت والشّابّ الّذي أخذ بيدي لمّا زلقت فأقامني. فزال الجبل من مكانه.
[٤٨] (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ). قيل : تزول جبالها وتمدّ كما يمدّ الأديم يوم القيامة. وقيل : تبدّل أرضا بيضاء نقيّة كالفضّة. (وَالسَّماواتُ). قيل : تبديلها أن يذهب شمسها وقمرها ونجومها. (وَبَرَزُوا) : ظهروا من القبور.
[٤٩] (مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) : في الأغلال والسّلاسل والقيود مع الشّياطين.
[٥٠] (سَرابِيلُهُمْ) : قمصهم. (مِنْ قَطِرانٍ) : نحاس قد بلغ منتهى حرّه فيكون ما يتولّى به من العذاب عذابا لهم.
[٥٢] (هذا بَلاغٌ). يعني القرآن ؛ لما فيه من المواعظ والإنذار والتخويف ، وفي ذلك كفاية. (أُولُوا الْأَلْبابِ) : أصحاب العقول.