قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    بدايع الأفكار في الأصول

    بدايع الأفكار في الأصول

    بدايع الأفكار في الأصول

    المؤلف :الميرزا هاشم الآملي

    الموضوع :أصول الفقه

    الناشر :المؤلّف

    الصفحات :414

    تحمیل

    بدايع الأفكار في الأصول

    57/414
    *

    لا شبهة فى أن الابتداء الذي هو معنى لفظ من له جزئيات خارجية متماثلة ولا ريب في ان تماثلها إنما يكون بامر ذاتي داخل فى قوام ذاتها مشترك بينها والذي يدل على ذلك هو أنا نجد أن الحرف كمن مثلا يستعمل في جزئيات معناه بعناية واحد والعرف لا يرى ذلك فى استعماله فى الجزئيات المتعددة من متكثر المعنى وأنه مشترك لفظى بل يراه من متحد المعنى وأن استعماله فى جميع تلك الجزئيات بلحاظ واحد على حد استعمال الاسم غير العلم فى جزئيات معناه وايضا نجد الحرف يستعمل في طبيعي معناه بلا عناية كما فى مثل قولنا سر من البصرة الى الكوفة فان لفظ من وإلى في المثال المزبور لا شبهة في أنهما استعملا فى طبيعي معناهما كاستعمال لفظ سر وان استعمالهما فى مثل المورد على نحو استعمالهما في مثل قولنا سرت من البصرة الى الكوفة فاذا تحقق أن بين جزئيات المعنى الحرفى قدرا مشتركا بينها فلا مانع من الوضع لذلك القدر المشترك كما أنه هو الواقع والاستعمالات المذكورة اصدق شاهد عليه ولا ينافى ذلك تبادر المعنى الخاص من الحرف فى مقام استعماله فى موارده الخاصة سواء كان ذلك المتبادر حصة من طبيعي معنى الحرف كما في مثل سر من البصرة الى الكوفة أم كان فردا من افراده كما في مثل سرت من البصرة الى الكوفة فان تبادر الخصوصية في كلا الفرضين غير مستند الى نفس الحرف ليكون دليلا على وضعه للخاص بل هو مستند الى قرائن تحف بالحرف سواء كانت حالية ام مقالية مثلا ذكر البصرة والكوفة اوجب تضييق معنى لفظ من وإلى حتى صار حصة منه في مثل سر من البصرة الى الكوفة لأن تصور معناه متوقف على تصور مدخوله من المعاني الاسمية لكونه معنى ارتباطيا متقوما في حد ذاته بالارتباط بغيره وإن كانت خصوصية تقيده بمدخوله غير مأخوذة فى قوام معناه.

    فاتضح مما ذكرناه أن الموضوع له كالوضع في الحروف عام إذ قد عرفت أن الموضوع له فيها هو القدر المشترك بين جزئيات المعنى الحرفي الذي لا يكاد ينفك عن الخصوصيات التي تضيق سعته ولا يمكن تصوره إلا فى ضمن تصورها ولا فرق فى ذلك بين كون الخصوصية التي يقترن بها المعنى الحرفي كلية فى الجملة كما فى مثل قولنا سر من البصرة وبين كونها جزئية حقيقية مثل قولنا سرت من البصرة فان لفظ من في كلتا الصورتين مستعمل في القدر المشترك غاية الأمر أن