معنى مركب سواء كان بحيث يصح السكوت عليه إنشاء كان أم خبرا أم لا يصح السكوت عليه مثل غلام زيد لا بد أن يكون له مدلول بالذات وهو المفهوم الذي يحضر في الذهن عند سماعه ومدلول بالعرض وهو ما يكون ذلك المفهوم فانيا فيه مما هو خارج عن الذهن وهذه الدلالة والمدلول هما المقصودان بالوضع والاستعمال وتأليف الكلام والمحاورة به دون الاول وبناء على كون معاني الحروف ايجادية يلزم أن ينحصر مدلول الكلام بالعرض في المعاني الافرادية التي لا يحصل بها شيء من الافادة والاستفادة ولا يتم بها الخطاب واظهار الارادة (بيان ذلك) هو أن كل كلام لا بد أن يشتمل على نسبة ما وهي التي يحصل بها الربط بين مفرداته فاما مفرداته فهى بما أنها معان اسمية اخطارية يكون لها مدلول بالذات وهو مفهومها ومدلول بالعرض وهو ما يفنى فيه ذلك المفهوم مما هو خارج عن الذهن وهو المعنى الافرادي وأما النسبة التي تربط تلك المفردات فهي بما أنها من المعاني الحرفية الايجادية حسب الفرض لا يكون لها إلا مدلول بالذات وهو الوجود الخاص الرابط بين المعاني الاسمية الاخطارية وعليه لا يكون لشيء من الكلام دلالة يصح السكوت عليها ويحصل بها التفاهم اصلا وهو خلاف الضرورة والوجدان (ان قلت) المعتبر فى حكاية الكلام عن الخارج إنما هو مجموعه بما هو مجموع لا حكاية كل لفظ من مفرداته عما يقابله من الخارج ليقال إن الحروف ليس لها مدلول بالعرض كما للاسماء وأما مجموع الكلام المؤلف من الاسماء والحروف فهو بالوجدان يفهم منه معنى تركيبي غير ما يفهم من مفرداته سواء ما يصح السكوت عليه أم لا والمدار فى الحكاية على المجموع لا على المفردات (قلت) لا اشكال فى أن تركيب الكلام تركيب اعتباري لا تركيب حقيقي ليحدث من امتزاج بعض أجزائه مع بعض حقيقة ثالثة غير حقائق أجزائه ولا ريب في أن أجزاء المركب الاعتبارى موجودات مستقلة يمتاز كل منها عن الآخر بماهيته وهويته وأجزاء الكلام اعني مفرداته لا شبهة فى أنها كذلك فلكل منها وجود مستقل وحكاية خاصة به سواء كان حرفا أم اسما وعليه فيلزم أن يكون كل من أجزاء الكلام يحكي عما سيق له من المعاني الخارجية فيقابل كل جزء من اجزاء الكلام بعض الخارج المدلول عليه بالعرض.