ثم يضع اللفظ بازاء افراد ذلك المعنى العام ومصاديقه (وتوضيح) ذلك يتوقف على تمهيد مقدمة وهي أن العناوين العامة المنتزعة تكون على انواع (منها) العنوان المنتزع عن الجامع الذاتي بين افراده المتحد وجودا مع خصوصيات الأفراد والمعرى عنها تصورا وحقيقة فيكون العنوان حينئذ ذاتيا كعنوان الحيوان والانسان وغيرهما من الذاتيات (ومنها) العنوان المنتزع من الأفراد باعتبار انصافها بخصوصية خارجة عن ذاتها وذاتياتها سواء كان لها ما بحذائها خارجا كعنوان أبيض وعالم أم لم يكن لها ذلك كعنوان ممكن وفوق ولا يخفى أن هذا النوع وما قبله لا يحكي شيء منهما عن خصوصيات أفراده بل إن كلا منهما متمحض للحكاية عن الجامع الساري فى الأفراد الذى يكون هو ما بحذاء ذلك العنوان (ومنها) العنوان العام الذي يحكي اجمالا عن الخصوصيات التي يكون بها التشخص خارجا واجمال هذا العنوان الحاكي قد يكون من بعض الجهات دون اكثرها وقد يكون من اكثر الجهات (فالاول) هو المسمى بالعنوان الاجمالي مثل عنوان الشخص والفرد (والثاني) هو المسمى بالعنوان المبهم مثل عنوان الشبح لما يتراءى من بعيد والفرق بين هذا العنوان والعنوانين السابقين يكون من وجهين (احدهما) أن هذا العنوان المبهم يحكي عن الخصوصيات الفردية بالاجمال ولهذا لو تصورنا فردا مبهما بتوسط هذا العنوان ثم انكشف ذلك الفرد المبهم لوجدنا ذلك العنوان المبهم منطبقا عليه ومشيرا اليه بخصوصه انطباق العنوان التفصيلي الجامع لخصوصيات الفرد عليه بخلاف العنوانين السابقين إذ هما لا يحكيان عن الفرد بما هو عليه من الخصوصيات بل يحكيان عن معنونهما الموجود فى الفرد ويتفرع على هذا صحة التقرب بالخصوصيات الفردية لو تعلق الامر بشيء بنحو العنوان المبهم كما لو قال صل في أحد هذه المساجد فانه يصح أن يتقرب المكلف بفعل الصلاة فى المسجد المعين بخصوصه بخلاف ما لو تعلق الامر بها مطلقة فقال صل فانه لا يصح منه التقرب بخصوصية المكان الذي يوقع الصلاة فيه لعدم تعلق الامر به تفصيلا أو اجمالا كما هو شأن العنوانين السابقين «ثانيهما» أن العنوانين السابقين ينتزع كل منهما عن الوجود الخارجي بما أنه مشتمل على مطابق ذلك العنوان بخلاف العنوان المبهم فانه نحو من انحاء المعاني الاختراعية التي تنشئها النفس وتشير بها الى بعض الموجودات الخاصة الخارجية مثل عنوان المجهول المطلق