قال الزمخشرى (١) : لأن التبديل فى إمكان البشر دون الاختراع ، فطوى ذكره للتنبيه على أنه سؤال محال. وقال غيره : التبديل أسهل من الاختراع ، وقد نفى إمكانه فالاختراع أولى.
تنبيه
قد يعدل عن الجواب أصلا إذا كان السائل قصده التعنيت ؛ نحو : ((٢) وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) ـ قال صاحب الإيضاح : إنما سأل اليهود تعجيزا أو تغليظا إذ كان الروح يقال بالاشتراك على روح الإنسان ، والقرآن ، وعيسى وجبريل ، وملك آخر ، وصنف من الملائكة ، فقصد اليهود أن يسألوه ، فبأىّ مسمّى أجابهم قالوا : ليس هو ، فجاءهم الجواب مجملا ، وكان هذا الإجمال كيدا يردّ به كيدهم.
قاعدة
قيل أصل الجواب أن يعاد فيه نفس السؤال ، ليكون وفقه ؛ نحو : ((٣) أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ؟ قالَ أَنَا يُوسُفُ) ؛ فأنا فى جوابه هو «أنت» فى سؤالهم ، وكذا ((٤) أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي ، قالُوا أَقْرَرْنا) ؛ فهذا أصله ؛ ثم إنهم أتوا عوض ذلك بحروف الجواب اختصارا وترك التكرار.
وقد يحذف السؤال ثقة بفهم السامع بتقديره ؛ نحو : ((٥) قُلْ هَلْ
__________________
(١) الكشاف : ١ ـ ٤١٧
(٢) الإسراء : ٨٥
(٣) يوسف : ٩٠
(٤) آل عمران : ٨١
(٥) يونس : ٣٤