عليه وسلم فيها بمن قبله أم لا؟ والهاء فى (اقْتَدِهْ) للوقف ؛ فينبغى الوقف عليها ، وتسقط فى الوصل ؛ ولكن من أثبتها فيه راعى ثبوتها فى خط المصحف.
(فَأَخْرَجْنا بِهِ)(١) : أى بالماء. ومنه (٢) : أى من النبات. وذكر الله الإخراج فى كتابه فى خمس آيات : إخراج القدرة ، وهو الصبيان. ((٣) وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ). وإخراج النعمة كهذه ؛ وكقوله (٤) : (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ). ((٥) فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى) ؛ كالحبّ والعنب. وإخراج العقوبة (٦) : (فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ). وإخراج الهيبة : ((٧) يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً). وإخراج الكرامات (٨) : (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) ؛ أى من الكفر إلى الإيمان ، ومن النكرة إلى المعرفة.
فإن قلت : لم جمع الظلمات ، وأفراد النور ، وجمع السموات وأفرد الأرض حيث وقع فى كلامه سبحانه [٢٧٧ ب]؟
والجواب لما شعّب سبحانه الكفر على شعب كثيرة جمعه بهذا الاعتبار ، والنّور واحد أفرده وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وكما نشاهد السموات بعلامة الكواكب ، والمنّة لله علينا فيها ، لأن فيها منفعتنا ذكرهنّ بلفظ الجمع ، بخلاف الأرض ، لأنا لا نشاهد غير الأرض التى نحن عليها ، ولا منفعة لنا فى غيرها ، ولو كانت لنا فيها منفعة فالسماوات أعظم لخدمتهن ، والاستدلال بكواكبهن ، وخدمة أهلهن لنا كما قدمنا.
__________________
(١) الأنعام : ٩٩
(٢) الأنعام : ٩٩
(٣) النحل : ٧٨
(٤) البقرة : ٢٢
(٥) طه : ٥٣
(٦) البقرة : ٣٦
(٧) المعارج : ٤٣
(٨) البقرة : ٢٥٧