تعالى : (وَجاءَ رَجُلٌ) ؛ لأن قبله : فوجد فيها رجلين يقتتلان. وخصت سورة يس بالتأخير ؛ لأنه كان يعبد الله فى جبل ، فلما سمع خبر الرجل سعى مستعجلا.
وقد قدمنا أنّ السعى من أوصاف الإسراع فى قوله تعالى : ((١) يَأْتِينَكَ سَعْياً). فانظره هناك.
((٢) يُصْدِرَ الرِّعاءُ) ، بضم الياء وكسر الدال فعل متعدّ ، والمفعول محذوف تقديره يصدر الرعاء مواشيهم. وقرئ بفتح الياء وضمّ الدال ؛ أى ينصرفون عن الماء.
((٣) يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللهِ) : روى أنّ غلب الروم لفارس وقع يوم بدر. وقيل يوم الحديبية ؛ ففرح المسلمون بنصر الله لهم على قريش. وقيل : فرح المؤمنون بنصر الله لهم على الفرس ؛ لأن الروم أهل كتاب ، فهم أقرب إلى الإسلام ، وكذلك فرح الكفّار من قريش بنصر الفرس على الروم ؛ لأن الفرس ليسوا بأهل كتاب ، فهم أقرب إلى كفار قريش. وروى أنه لما فرح الكفّار بذلك خرج إليهم أبو بكر الصديق رضى الله عنه فقال : إن نبيّنا صلىاللهعليهوسلم قد أخبرنا عن الله أنهم سيغلبون ، وراهنهم عشر قلاص إلى ثلاث سنين ، وذلك قبل أن يحرّم القمار ، فقال صلىاللهعليهوسلم : " زدهم فى الرهن واستزدهم فى الأجل" ، فجعل القلاص مائة والأجل تسعة أعوام ، وجعل معه أبىّ بن خلف مثل ذلك فلما وقع الأمر على ما أخبر الله به أخذ أبو بكر القلاص من ذرية أبىّ بن خلف ؛ إذ كان قد مات ، وجاء
__________________
(١) البقرة : ٢٦٠
(٢) القصص : ٢٣
(٣) الروم : ٤ ، ٥