(فأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله) (١) ، وقرئ طيرا ـ بياء ساكنة على الجمع. قيل : هو الخفاش ؛ لأنه أكمل الطير خلقا ؛ ولها أسنان وثدى ، وهى تحيض.
قال وهب : كان يطير ما داموا ينظرون إليه ، فإذا غاب عن أعينهم سقط ليعلم أن الكمال لله تعالى ، وأنّ فعل الخالق مخالف لفعل المخلوق. وذكر : بإذن الله ، ليرفع وهم من توهّم فى عيسى الربوبية. وأراد على قراءة نافع بالألف النوع (٢).
فإن قلت : ما وجه تذكير الضمير هنا وتأنيثه فى المائدة فى قوله (٣) : فتنفخ فيها؟ وهل يجوز أن يكون كلّ واحد منهما مكان الآخر؟
والجواب أنه أنّث الضمير فى المائدة ؛ لأنه يعود على الهيئة ، وذكّره هنا ؛ لأنه يعود على الطير ، أو على الكاف من (كَهَيْئَةِ) ؛ وإنما خصّه بالتذكير هنا ؛ لأنه إخبار قبل الفعل ، وفى المائدة خطاب الله له فى القيامة. قال الزمخشرى (٤) : فى الأولى الضمير للكاف ؛ أى فى ذلك الشيء المماثل لهيئة الطير ، فيكون طيرا ؛ أى فيصير طيرا كسائر الطيور. وقال فى قوله : فتنفخ فيها الضمير للكاف ؛ لأنها صفة الهيئة التى يخلقها عيسى ، وينفخ فيها ، ولا يرجع إلى الهيئة المضاف إليها ؛ لأنها ليست [٢٢٤ ا] من خلقه ولا نفخه فى شىء. قال : وكذلك الضمير فى تكون ... انتهى كلامه ، وهو فى غاية الوضوح.
(فَوْرِهِمْ)(٥) : الضمير للملائكة ؛ أى من ساعتهم. وقيل المعنى
__________________
(١) آل عمران : ٤٩
(٢) أى طائرا.
(٣) المائدة : ١١٠
(٤) الكشاف : ١ ـ ٢٨٠
(٥) آل عمران : ١٢٥