يقوله لاهل الجنة عند إزلافها (١) ، كما قال فى الآية الأخرى : (هذا (٢) يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ). ويحتمل أن يكون خطابا لهذه الأمّة.
والأوّاب الحفيظ : هو الذى يمتثل أمر الله ، ويترك نواهيه.
(هَلْ (٣) أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) : المراد بهذا الاستفهام التفخيم والتهويل ؛ ووصفهم بالمكرمين لأن الملائكة مكرمون ، أو لأنه خدمهم بنفسه أو أخدمهم امرأته.
(هذا (٤) نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) : قد قدمنا أنّ الإشارة إلى النبى صلىاللهعليهوسلم فى حرف النون.
(هَمَّازٍ)(٥) : هو الذى [٢٧٢ ب] يعيب الناس. وأصل الهمز الغمز. وقيل لبعض العرب : الفأرة تهمز؟ فقال : السنور يهمزها.
(هل (٦) تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) ، أى من بقية. وقيل : من فئة باقية. وقيل : إنه مصدر بمعنى البقاء.
(هاؤُمُ (٧) اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) : هاؤم اسم فعل. قال ابن عطية : تعالوا. وقال الزمخشرى (٨) : هو صوت يفهم منه معنى خذ. وكتابيه مفعول يطلبه هاؤم ، واقرءوا من طريق المعنى ، تقديره هاؤم كتابى اقرءوا كتابى ، ثم حذف الأول لدلالة الأخير عليه ، وعمل فيه العامل الثانى ، وهو اقرءوا عند البصريين. والعامل الأول وهو هاؤم عند الكوفيين. والدليل على صحة قول البصريين أنه لو أعمل الأول لقال اقرءوه. والهاء فى كتابيه للوقف ، وكذلك فى حسابيه ، وماليه ،
__________________
(١) فى الآية (٣١) قبلها : وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد.
(٢) الأنبياء : ١٠٣
(٣) الذاريات : ٢٤
(٤) النجم : ٥٦
(٥) القلم : ١١
(٦) الحاقة : ٨
(٧) الحاقة : ١٩
(٨) الكشاف : ٢ ـ ٤٨٦