فاحبّوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول فى الأرض. وقال بعضهم : يكتب جبريل له صحبة فيضعها فى الماء المشروب منه. وقيل : إنها نزلت فى علىّ ابن أبى طالب. والأول أظهر لعمومه ، والعيان يشهد بذلك ، وهذه أول كرامة يكرم الله بها أولياءه.
(سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى)(١) : يعنى أن موسى لما أخذ العصا عادت كما كانت أول مرة ؛ وإنما أمره بالإلقاء أوّلا ليستأنس بها ، وانتصب (سِيرَتَهَا) على أنه ظرف أو مفعول بإسقاط حرف الجر.
(سَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً)(٢) ، أى أنهج لكم فى الأرض طرفا تمشون فيها. وأما قوله تعالى آمرا للنحل : (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً)(٣) ـ فقد قدمنا أنّ الله أمرها بالرجوع. وقيل بالذهاب ؛ قال أبو حيان : إن أريد بالطريق الحسىّ فهو مفعول به ، وإن أريد المعنوى فهو ظرف.
(سَحِيقٍ)(٤) : بعيد.
(سَخَّرْناها لَكُمْ)(٥) : أى كما أمرناكم بهذا كلّه سخرناها لكم. وقال الزمخشرى : التقدير مثل التسخير الذى علمتم سخّرناها لكم.
(سَبْعَ طَرائِقَ)(٦) : سماوات ، واحدتها طريقة ، وسميّت بذلك ؛ لأنها بعضها فوق بعض ، كمطارقة النعل. وقيل : يعنى الأفلاك ، لأنها طرق الكواكب.
(سامِراً)(٧) : مشتق من السمر ، وهو الجلوس بالليل للحديث ، وكانت قريش تجتمع فى لليل بالمسجد يتحدثون بسبّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) طه : ٢١
(٢) طه : ٥٣
(٣) النحل : ٦٩
(٤) الحج : ٣١
(٥) الحج : ٣٦
(٦) المؤمنون : ١٧
(٧) المؤمنون : ٦٧