إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً). فاللوم راجع إلى البخل ، ومحسورا راجع إلى الإسراف ؛ لأن معناه منقطعا لا شىء عندك. وقوله (١) : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً ...) الآيات ؛ فإن قوله : فأمّا اليتيم فلا تقهر ـ راجع إلى قوله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى). وقوله : فأما السائل فلا تنهر ـ راجع إلى قوله : ووجدك ضالّا ؛ فإن المراد السائل عن العلم ، كما فسره مجاهد وغيره. (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) راجع إلى قوله : (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى). رأيت هذا المثال فى شرح الوسيط للنووى المسمى بالتنقيح.
والثانى : أن يكون على عكس ترتيبه ، كقوله تعالى (٢) : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ ...) الخ. وجعل منه جماعة قوله تعالى (٣) : (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) ؛ قالوا : متى نصر الله : قول الذين آمنوا ، (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) قول الرسول.
وذكر الزمخشرى له قسما آخر (٤) ؛ كقوله (٥) : (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ). قال : هذا من باب اللف. وتقديره : ومن آياته منامكم وابتغاؤكم من فضله بالليل والنهار. إلا أنه فصل بين منامكم وابتغاؤكم بالليل والنهار ؛ لأنهما زمانان ، والزمان والواقع فيه كشىء وقع (٦) مع إقامة (٧) اللف على الاتحاد.
__________________
(١) الضحى : ٦ ـ ١١
(٢) آل عمران : ١٠٦
(٣) البقرة : ٢١٤
(٤) الكشاف : ٢ ـ ١٨٧
(٥) الروم : ٢٣
(٦) فى الاتقان والكشاف : كشىء واحد.
(٧) فى الكشاف : مع إعانة.