وقال السهيلى : إنّ هذه الطائفة هم عبد الله بن الضّيف ، وعدى بن زيد ، والحارث بن عوف.
(وَلا تَقْتُلُوا (١) أَنْفُسَكُمْ) : أجمع المفسرون أن المعنى : لا يقتل بعضكم بعضا ، ولفظها يتناول قتل الإنسان لنفسه ؛ وقد حملها عمرو بن العاص على ذلك ، ولم ينكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم لمّا سمعه ؛ وسكوته صلىاللهعليهوسلم دليل على صحة قوله.
(وَمَنْ (٢) يَفْعَلْ ذلِكَ) : إشارة إلى القتل ؛ لأنه أقرب مذكور. وقيل إليه وإلى أكل المال بالباطل. وقيل إلى كل ما تقدّم من المنهيّات من السورة.
(وَلِكُلٍ (٣) جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) : فى معنى هذه الآية وجهان : أحدهما لكل شىء من الأموال جعلنا موالى يرثونه ، فممّا ترك على هذا بيان لكل. والآخر لكل أحد جعلنا موالى يرثون مما ترك الوالدان والأقربون ؛ فما ترك على هذا يتعلق بفعل مضمر ، والموالى هنا : العصبة والورثة.
(وَالَّذِينَ (٤) عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) : اختلف ؛ هل هى منسوخة أو محكمة ؛ فالذين قالوا : إنها منسوخة قالوا معناها الميراث بالحلف الذى كان فى الجاهلية. وقيل بالمؤاخاة التى آخى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين أصحابه ، ثم نسختها ((٥) وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) ، فصار الميراث للأقارب.
والذين قالوا إنها محكمة اختلفوا ؛ فقال ابن عباس : هى فى الموازرة والنصرة بالحلف لا فى الميراث. وقال أبو حنيفة : هى فى الميراث ، وإن الرجلين
__________________
(١) النساء : ٢٩
(٢) النساء : ٣٠
(٣) النساء : ٣٣
(٤) النساء : ٣٣
(٥) الأنفال : ٧٥