فأما من تأخر عن زمان الصحابة والتابعين فلا يمنع أن يكون فيهم من يدخل في الأحاديث الكذب عمدا ويكون غرضه الإفساد في الدين كما روي عن عبد الكريم بن أبي العوجاء (١) أنه لما صلب وقتل قال : «أما إنكم إن قتلتموني لقد أدخلت في أحاديثكم أربعة آلاف حديث مكذوبة» وهذا واحد من الزنادقة والملحدين ، فكيف الصورة في الباقين.
فأما الأخبار التي هي من باب العمل كالأخبار الواردة في فروع الدين فسنذكر القول فيها ـ إن شاء الله تعالى ـ في الفصل الّذي يليه.
__________________
(١) من كبار الزنادقة ، اتهم بالمانوية والقدرية واعتقاده بالتناسخ والحلول ، فقبض عليه وعذب ثم صلب سنة ١٥٥ أو ١٦٠ ه أيام المهدي العباسي.