الصورة العاشرة فى تعريف دار فاطمة ـ رضى الله عنها ـ السعيدة.
كان بين حجرتى السيدة فاطمة وعائشة ـ رضى الله عنهما ـ حيث تقيمان باب صغير ، وكانت دار النبى صلى الله عليه وسلم الطاهرة متصلة بهذا الباب الصغير ، وكانت دار فاطمة ـ رضى الله عنها ـ مائلة نحو الحجرة المعطرة ، ومن هنا كلما وجد نبينا صلى الله عليه وسلم فى داره الطاهرة كان يستفسر عن حال السيدة فاطمة ؛ وفى ليلة من الليالى حدث قيل وقال بين عائشة وفاطمة ـ رضى الله عنهما ـ فغضبت السيدة فاطمة من عائشة ـ رضى الله عنهما ـ ورجت من النبى صلى الله عليه وسلم أن يسد ذلك الباب الصغير ، وبناء على ذلك سد النبى صلى الله عليه وسلم ذلك الباب.
ودار فاطمة فى الجهة القبلية من محراب التهجد الذى يقع فى الجهة الشامية من الحجرة النبوية وبابها أمام مربعة القبر الجليل ولما كانت فخر النساء ـ رضى الله عنها ـ زفت فى داخل هذه الحجرة فأحيط حولها ، لأجل التعظيم بسور خشبى ، واستخدم فترة كالمقصورة وأخذ مؤخرا داخل شبكة السعادة.
وبالنظر لهيئة مسجد السعادة الحالية فإن دار فاطمة بين مربع القبر الجليل وأسطوانة محراب التهجد وقد أصبحت ذاتها العالية عروسا بجانب أسطوانة محراب التهجد ، ومن هنا فهذا المكان من جميع الوجوه جدير بالتعظيم والتقديس ، والدار التى نحن فى صدد تعريفها بين باب دارى عثمان بن عفان وأسماء بنت حسن بن عبد الله وجهتها الشامية فى طرف باب النساء.
وكلما عاد النبى صلى الله عليه وسلم من سفر كان يدخل أولا فى المسجد وبعد أن يصلى ركعتين يزور حجرة فاطمة ـ رضى الله عنها ـ ثم يزور حجرات زوجاته بالترتيب ، كل هذه الروايات مروية عن الحسن البصرى الذى كان من أجلة