السليمانية ، وشرع الصناع المهرة فى نحت الحجارة وتسويتها بعد أن جلبوها من الخارج».
كان المرحوم الشريف مسعود قد وضع القناديل الذهبية والفضية الخاصة ببيت الله فى محل قريب من المدرسة الباسطية وحفظها هناك. وكان عدد القناديل خمسين قطعة ثمانية عشر منها ذهبا وثلاثة وثلاثين منها فضة.
وقد اجتمعت الهيئة المذكورة يوم السبت الثانى من شهر جمادى الأولى ونقلت الأحجار المتروكة فى الركن (١) العراق إلى صفة المقام الحنفى وأمروا بانتزاع الحجارة الرخامية التى كانت تغطى ساحة المطاف ووضعوها فى مكان قريب من باب السدة.
وأخذ الحجارون منذ ذلك اليوم ينحتون ويسوون الحجارة التى تضررت وتجرحت عند سقوطها من جدران بيت الله وكذلك أخذ النجارون يقطعون وينشرون الأخشاب التى وتوفرت.
وفى يوم الأحد الثالث من شهر جمادى الأول انتزع باب خزينة الشموع الذى كان تابعا للسقاية التى يتولى أمرها عباس بن عبد المطلب وأخرجوا الحزام (٢) الحديدى الذى كان قد أرسله المرحوم السلطان أحمد خان.
واستدعى الصياغ ليفصلوا بين ذهب ذلك الحزام وفضته وذلك أمام قاضى مكة وشيخ الحرم والآخرين من أعيان المدينة وعظمائهم. وخرج من حديد هذا الحزام عشرة آلاف درهم من الذهب ومائة وعشرون ألف درهم من الفضة.
وهذا فضلا عن الذهب والفضة المستخرجان من الحزام الكائن بين الحجر
__________________
(١) المدرسة السليمانية التى تحاذى الركن العراقى أصبحت ـ الآن ـ محكمة ، كل الحجارة المنقولة والمحفوظة كانت قد وقعت من الركن الشامى.
(٢) إن هذا الحزام كان قد أرسل من السلطان المشار إليه فى سنة ١٠٢٠ ه لتشييد وترميم بيت الله ولما انهار بيت الله رفع الحزام المذكور بأمر الشريف مسعود ووضع فى المخزن المذكور.