الأحمر ، وكان يسجد احتراما وتوقيرا له وكان يذبح له قرابين كثيرة كل يوم بغية نيل رضاه.
قال هذا الصحابى : كنت نائما فى قصرى وقت الظهر فى يوم من الأيام ، فاستيقظت إذ سمعت صوتا حادا يصدر من خزانة الصنم ، فوثبت من فوق سريرى وأخذت أسجد بجانب الصنم ، فسمعت فى ذلك الوقت هذه الأبيات التى تخرج من بطن الصنم.
الأبيات :
يا عجبا لوائل بن حجر |
|
يخال يدرى وهو ليس يدرى |
ماذا يرجى من نحيت صخر |
|
ليس بذى عرف ولا ذى نكرى |
ولا بذى نفع ولا ذى ضر |
|
لو كان ذا حجر (١) أطاع أمرى |
وعند ما سمعت هذا الشعر رفعت رأسى وقد ملأنى العجب والحيرة وما لبثت أن قلت :
يا أيها الناصح ـ بما تأمرنى؟ فسمعت صوتا يقول فى عبارات منظومة :
«شد الرحال إلى يثرب المباركة .. حيث يكثر النخيل .. فليس لفضلها حصر».
وفى نهاية الشعر المذكور سقط الصنم على وجهه وتحطم وتفتّتت أجزاؤه ، وعقب ذلك ارتحلت إلى دار السكينة المدينة المنورة وأسرعت بالدخول فى المسجد النبوى الشريف ، ودعانى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبسط طرف ردائه المبارك ، وأقعدنى عليه ثم صعد المنبر وألقى خطبة بليغة وقال عقب الخطبة : «أيها الناس إن هذا الرجل هو وائل بن حجر ، وقد جاء من بلاد بعيدة كحضرموت راغبا فى الإسلام» وما لقيت بعد ذلك رجلا من الصحابة فى المدينة إلا وقال لى : يا وائل إن النبى ـ عليه صلوات الله الأكبر ـ قد بشرنا بمجيئك إلى المدينة المنورة منذ ثلاثة أيام.
__________________
(١) يعنى وائل بن حجر.