الوجهة الثانية
تحتوى على ثلاث عشرة صورة مرتبة تضم أقوال المؤرخين التى ذكرت حول تفاصيل بناء مكة المعظمة وعمارتها ، وعن الذين قاموا ببناء هذه البقعة المقدسة المباركة ، وأسباب تجديدها وتعميرها وإنقاص مساحتها وتوسيعها.
الصورة الأولى
تعرض الأقوال التى ذكرت فى أوليات بناء الكعبة
ذكر مؤرخو السلف أقوالا متباينة كثيرة حول عدد مرات تجديد بناء كعبة الله العليا ، واختلفوا فى أقوالهم وأطالوا فيها وقرروا أخيرا أنها جددت سبع مرات على قول بعضهم ، وعشر مرات بناء على أقوال الآخرين.
واعتمادا على الرواية المنقولة عن زين العابدين والد الإمام الباقر ـ رضى الله عنه ـ قال المؤرخون : «إن الملائكة هم البناة الأوائل لهذه البقعة المقدسة».
والذين يقولون إنه تم تجديدها سبع مرات يذكرون أن تجديدها تم على النحو التالى : المرة الأولى بناها الملائكة الكرام ، وفى الثانية جددها سيدنا إبراهيم ، وفى الثالثة جددها العماليق ، وفى الرابعة طائفة الجراهمة ، وفى الخامسة قبيلة قريش ، وفى السادسة عبد الله بن الزبير ، وفى السابعة جددها الحجاج الظالم.
أما الذين يقولون إنها أعيد بناؤها عشر مرات فيذكرون أن الملائكة العظام بنوها فى المرة الأولى وفى الثانية بناها أبو البشر آدم ـ عليه السلام ـ وفى الثالثة سيدنا شيث وأولاده وأحفاده. وفى المرة الرابعة إبراهيم الخليل ، وفى الخامسة أفراد قبيلة العماليق وفى السادسة عشائر جرهم ، وفى السابعة قصى بن كلاب بن مرة وفى الثامنة قريش قبل البعثة النبوية وفى التاسعة عبد الله بن الزبير ، وفى العاشرة جددها الحجاج بن يوسف الثقفى الظالم ، كما قام السلطان مراد خان الرابع من سلاطين العثمانيين العدول بتجديد البناء الرصين الأركان لكعبة الله فى المرة الحادية عشرة ، وما زالت على تلك الصورة التى جددها عليها إلى الآن.